للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانقطعت قلوب الجيش الذي كان قد برز مع أسامة بن زيد بالجرف (١) .

[عاصمة]

[تدارك الله الإسلام والأنام بأبي بكر الصديق]

عاصمة فتدارك الله الإسلام والأنام ـ وانجابت [الغمة] انجياب الغمام، ونفذ وعد الله باستئثار رسول الله (٢) وإقامة دينه على التمام، وإن كان قد أصاب ما أصاب من الرزية الإسلام ـ بأبي بكر الصديق رضي الله عنه (٣) .


(١) كان هذا الجيش سبعمائة، والأمير عليهم إسامة بن زيد، وكان قد ندبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسير إلى تخوم البلقاء (شرق الأردن) حيث قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وابن رواحة. ولما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى أشار كثير من الصحابة - ومنهم عمر - ألا ينفذ الصديق هذا الجيش لما وقع من الاضطراب في الناس ولا سيما في القبائل. نقل ابن كثير في البداية والنهاية (٦: ٣٠٤ - ٣٠٥) حديث القاسم بن محمد بن أبي بكر وعمرة بنت سعيد الأنصارية عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشربت النفاق، والله لقد نزل بي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، وصار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم معزى مطيرة في حش في ليلة مطيرة بأرض مسبعة. فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بخطلها وعنانها وفصلها.
(٢) استأثر الله فلانا، وبفلان، إذا مات.
(٣) أي فتدارك الله الإسلام والأنام بأبي بكر.

<<  <   >  >>