(٢) أي تغيب طلحة والزبير وعائشة عن المدينة. (٣) لما أقنعوها بالخروج إلى البصرة. (٤) عثمان بن حنيف أنصاري من الأوس، كان عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أحد الشبان الأوسيين الخمسة عشر الذين انضموا إلي عبد عمرو بن صيفي عند خروجه إلى مكة مغاضبا النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عبد عمرو يسمى في الجاهلية الراهب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم الفاسق (الطبري ٣: ١٦) . والظاهر أن عثمان بن حنيف عاد من مكة وأسلم قبل وقعة أحد لأنها أول مشاهده (الإصابة ٢: ٤٥٩) وتزعم الشيعة أنه شاغب على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق في أول خلافته (تنقيح المقال للمامقاني ١: ١٩٨) وأعتقد أن هذا من كذبهم عليه، وقد تولى لعمر مساحة أرض العراق وضرب الجزية والخراج على أهلها، فلو صح ما زعموه من شغبه على أبي بكر لتنافى هذا مع استعمال عمر له، إلا أن يكون تاب. ولما بويع لعلي آخر سنة ٣٥ واختار ولاته في بداية سنة ٣٦ ولى عثمان بن حنيف على البصرة (الطبري ٥: ١٦١) . ولما وصل أصحاب الجمل إلى الخفير على أربعة أميال من البصرة أرسل إليهم عثمان بن حنيف عمران بن حصين الخزاعي صاحب راية النبي صلى الله عليه وسلم على خزاعة يوم الفتح ليعلم له علمهم، فلما عاد إليه وذكر له حديثه مع أصحاب الجمل قال له عثمان بن حنيف: أشر علي يا عمران. فقال له: إني قاعد فاقعد. فقال عثمان: بل أمنعهم حتى يأتي أمير المؤمنين علي، وأشار عليه هشام بن عامر الأنصاري - أحد الصحابة المجاهدين الفاتحين - بأن يسالمهم حتى يأتي أمر علي، فأبى عثمان بن حنيف ونادى في الناس، فلبسوا السلاح، وأقبل عثمان على الكيد (الطبري ٥: ١٧٤ - ١٧٥) ، وكانت العاقبة فشله وخروج الأمر من يده إلي أيدي أصحاب الجمل. ووقع ابن حنيف في أسر الجماهير فنتفت لحيته، ثم أنقذه أصحاب الجمل منهم فانسحب إلى معسكر علي في الثعلبية ثم في ذي قار. هذا هو عثمان بن حنيف وموقفه من أصحاب الجمل. أما حكيم بن جبلة فالقارئ يعلم أنه من قتلة أمير المؤمنين عثمان، وقد تقدم التعريف به في (ص ١١٥ - ١١٦) .