للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغيوب، ولم ينقله ثبت.

وقد روي [أنه] أصابه سهم بأمر مروان، لا أنه رماه (١) .

وقد خرج كعب بن سور بمصحف منشور بيده يناشد الناس أن يريقوا دماءهم (٢) فأصابه سهم غربٍ فقتله (٣) ولعل طلحة مثله، ومعلوم أنه عند الفتنة وفي ملحمة القتال يتمكن أولو الإحن والحقود، من حل العرى


(١) وهذا الزعم كالزعم السابق في ص١٥٠ عن الزبير أن الأحنف هو الآمر بقتله.
(٢) كعب بن سور الأزدي أول قضاة المسلمين على البصرة، ولاه أمير المؤمنين عمر. قال الحافظ ابن عبد البر: كان مسلما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يره.
(٣) قال الحافظ ابن عساكر (٧: ٨٥) في ترجمة طلحة: وقالت عائشة لكعب بن سور الأزدري: "خل يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه، ودفعت إليه مصحفا وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح، فاستقبله كعب بالمصحف، وعلي من خلفهم يزعهم ويأبون إلا إقداما. فلما دعاهم كعب رشقوه رشقا واحدا فقتلوه ثم راموا أم المؤمنين. . . فكان أول شيء أحدثته حين أبوا أن قالت: "يا أيها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم" وأقبلت تدعو، وضج أهل البصرة بالدعاء. وسمع علي الدعاء فقال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: عائشة تدعوا ويدعوا الناس معها على قتلة عثمان وأشياعهم. فأقبل علي يدعوا وهو يقول: "اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم" قلت: وهكذا اشترك صالحو الفريقين في لعن قتلة أمير المؤمنين الشهيد المظلوم في الساعة التي كان فيها قتلة عثمان ينشبون القتال بين صالحي المسلمين.

<<  <   >  >>