للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن الوليد (١) وتوعدهم حتى تابوا (٢) فأرسل بهم إلى عثمان فتابوا (٣) . وخيرهم فاختاروا التفرق في البلاد، فأرسلهم: فلما سار كل إلى ما اختار أنشأوا الفتنة، وألبوا الجماعة، وجاءوا إليه (٤) بجملتهم، فاطلع عليهم من حائط داره ووعظهم، وذكرهم، وورعهم عن دمه (٥) وخرج طلحة يبكي ويورع الناس، وأرسل علي ولديه (٦) وقال الناس لهم (٧) إنكم أرسلتم إلينا " أقبلوا إلى من غير سنة الله (٨) "، فلما جئنا قعد هذا في بيته - يعنون عليا -


(١) وكان عبد الرحمن بن خالد بن الوليد واليا لمعاوية على حمص وما يليها من شمال الشام إلى أطراف جزيرة ابن عمر، وسيأتي الحديث عن أحوالهم عندما قبض عليهم هذا الشبل المخزومي بمثل مخالب أبيه.
(٢) بل تظاهروا بأنهم تابوا، " وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ".
(٣) خيرهم عبد الرحمن بن خالد في أن يذهبوا إلى عثمان، فذهب كبيرهم الأشتر النخعي، وله قصة نذكرها في موضعها من هذا الكتاب.
(٤) أي إلى أمير المؤمنين عثمان.
(٥) ورعهم عن الشيء: كفهم ومنعهم بالحجة والحق المنير.
(٦) ليكونا في حراسة أمير المؤمنين عثمان، ويدافعا عنه.
(٧) أي قال البغاة يخاطبون عليا وطلحة والزبير.
(٨) زعم البغاة أنهم تلقوا من علي وطلحة والزبير كتبا يدعونهم بها للثورة على عثمان بدعوى أنه غير سنة الله. وسيأتي إنكار علي وطلحة والزبير أنهم كتبوا بذلك، والظاهر أن الفريقين صادقان، أن منظمي الفتنة من السبئيين زوروا الرسائل التي ذكرها البغاة الثائرون.

<<  <   >  >>