ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً ثقة بصيراً، ويلزمهم أن يكون بينهم وبين من يشتري منهم من السناء حجب، ومقاطع من أقفاص وغيرها؛ ليكونوا بذلك غير متلامسين.
واعلم أن أجود الكتان المورق، وأردؤه القصير الخشن الذي يتقصف تحت الصدفة، فيأمرهم أن لا يخلطوا جيده برديئه، ولا الكتان الصعيدي بالبحرى، ومنهم من يخلط ما يخرج بالسراقة بالكتان الناعم بعد مشطه، فجميع ذلك تدليس فيعتبر، وتعتبر بعد ذلك موازينهم، وصنجهم، وأرطالهم في كل وقت.
* * *
الباب الثامن والعشرون
في الحريريين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً ثقة، ويعرف أن في صبغ الحرير غشوشاً خافية، فمن ذلك أنه إذا صُبغ قز غير مبيض أسود لهم المثل، وإذا كان مبيض زاد لهم الثلث، وكان أقوى وأنقى بعيد تغييره، وينبغي أن لا يباع الحرير المصبوغ بالبقم عوضاً من القرمز، فإنه يتغير في الماء، ويأمرهم أن لا يصبغوا القز بالفَوّة قبل اللك، فإنه غش وتدليس، وأن لا يبعوا حاكة الصنفين ما يتغير عليهم في المراس، وأن لا يكون عندهم دستاً صنج، ولا ثلث درهم، وكذلك يعتبر أيضاً ما ذكرناه من غش أصباغهم.
* * *
الباب التاسع والعشرون
في القطانين والندافين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً، وتكون أرطالهم معيرة مختومة، وكذلك موازينهم، ويستحلفون يميناً لا كفارة لهم منها، أنهم لا يخلطون قطناً قديماً بجديد، لا في كفن ولا في غيره، بل يبيعون كل واحد على حدته، ويتقدم على الندافين منهم أن يتقصوا في إخراج الحب عند ندفه في ملابس الناس، فإن خالفوا ووجد الحب فيما عملوه، أدبوا على ذلك؛ ليكونوا شعفة لغيرهم.