ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً عارفاً بمعيشتهم، يمنعهم من عمل القلانس من الخرق البالية التي يلقونها بالقراطيس والأشراس وغير ذلك، فما يلبث أن ينخرق ويهلك. ويتقدم إليهم أن لا يعملوا إلا جديداً، ويبيعون بما قسم الله لهم، ولا يخيطوا عتيقاً إلا أن يكون فتيقاً مقلوباً، ويكتب على بطانة الجديد: جديداً، والعتيق: عتيقاً، بخط المحتسب. ويمنعهم أن يسودوا القندس، ولا يخرموا على قطع، ولا يشقوا جاخاً أسود بسواد، ولا أحمر بحمرة، ويصقلوه ليخفى على شاريه، فإن ذلك تدليس. ولا يعملوا زيفاً عتيقاً على جديد، ولا يحشوا شيئاً جرت عادته أن يحشى بقطن بمشاق. ويحلفون بأن لا يخيطوا بطاق غير مفتول، ويحلفون أنهم إذا فصلوا لأحد شيئاً فضل عندهم منه شيء يردونه لأربابه. ومنهم من يُدفع له الحرير، فيأخذه ويخيط بدله بغزل، فيحلفون أيضاً على ذلك، ومن خالف منهم أدب.
* * *
الباب الحادي والثلاثون
في الخياطة والخياطين وغشهم
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً ثقة عارفاً، ويؤمرون بتضييق الأبدان، وسعة التخاريص، وأن تكون خياطتهم درزاً، ولا تكون شلاً، وأن لا تكون الخيوط طوالاً، فإنها تضعف من التكرار، وتكون الأذيال معتدلة، والأطواق لازمة، وإذا دفع إلى أحد منهم ثوباً مما له قيمة، قبضه بالميزان ورده موزوناً، وتراعى خياطته، فربما حشوه رملاً، أو بخ داخلها بماء وملح إذا كانت ممن لا يتبين بياضه، ويتقدم إليهم أيضاً بترك المطل للناس، وأن لا يأخذ أحد شغلاً وهو غير فارغ، إلا أن يشترط على صاحبه مدة فراغه، ومن خالف أدب.