ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً، ويستحلفهم أنهم لا يطرزون بقز ويدعون أنه حرير، وإذا عمل لأحد شغلاً بشيء من لا حرير يرده إليه، وأن لا يطرز أحد شيئاً حتى يزنه بالميزان، ويكتب وزنه على طرفه، وإذا أتاهم أحد بثوب يطرز، أو بشيء من سائر المتاع، لا يزيد فيه شيئاً من التطريز، ولا ينقلوا رقم ثوب على ثوب غيره، فإن من القصارين والغسالين من ليس بثقة، يفعلون هذا بثياب الناس، ويؤمرون أيضاً أن لا يعيدوا رقم ثوب قد انحتَّ من الرءوس، ويؤديه للمطرز يصلح له ما فسد من غير أن يعلم صاحبه، وهذا تدليس وخيانة، ومن ظهر عليه شيء مما ذكرنا أدب.
* * *
الباب السابع والثلاثون
في الرفائين وغشهم
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً عارفاً بمعيشتهم، ويحلفوا بالله العظيم أن لا يرفوا لأحد من الغسالين والقصارين شيئاً من المتاع، إلا بحضور مالكه، وأمره له في ذلك، وينتقد عليهم أيضاً ما يرفونه من جودة الأوصال وحسنها، وكذلك الدفن، والقلع، وغيره من سائر ما يرفونه، ومتى فعلوا شيئاً بخلاف ما رسمنا، بعد الإنذار، أدبوا وأشهروا.
* * *
الباب الثامن والثلاثون
في الصيادلة والعقاقير
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً ثقة عارفاً بمعيشتهم؛ لأن العقاقير نحو ثلاثة آلاف عقار، ولها أشباه وأمثلة تقاربها وتدانيها في الصورة، وتنافيها وتبعد عنها في المزاج والمنفعة، فينبغي أن يعدل بما يشترى منها إلى من قد نصب لذلك قبل استعمالها، فإذا تبين ما هو ذهب الشك فيه وفي استعماله، فتكون النفس إليه قابلة، وإلى نحوه ساكنة. والذي