والخلوقي، ويستحلفوا أن لا يتجاوزوا ذلك، ويعتبر موازينهم وصنجهم، وكذلك موازين الحرير، والغزل في كل وقت.
* * *
الباب التاسع والأربعون
في الخرازين صناع الشراك
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً، ويأمره أن يمنعهم أن يعملوا في خصف النعال بجلود الميتة، وأن يقللوا من حشوها، وأن تكون عند بيعها غير مشدودة، لتبين اليسرى من اليمنى إلى المشتري، ويطبق الزوج على ظهره لتكون وجوهرها ظاهرة، ويؤمر الخرازون أن يجعلوا عوض شعر الخنزير ليفاً، فإنه يقوم مقامه، ويمنع من عمل الشرك المظفورة من البطاين، أو من جلود الضعيفة المصبوغة، وكذلك لا يوصل ما انقطع من شراك النعال بمثل هذا، ومن خالف أدب وأشهر.
* * *
الباب الخمسون
في الأساكفة صناع الأخفاف
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً ثقة عارفاً، ويأمره أن يمنعهم من عمل العتيق ويطرونه، ويبيعونه جديداً، وأن لا يكثروا حشو الخرق بين البشتيك والبطانة، ولا بين النعل والظهارة، وأن يشدوا حشو الأعقاب، ولا يشدوا نعلاً قد أحرقته الدباغة، ولا فطيراً لم ينضج، ولا أديماً فاسداً، ولا مسوساً، ولا معيوباً، وأن يحكموا إبرام الخيط ولا يطولوه أكثر من ذراع؛ لأنه إذا طال انسلخ وانتقض إبرامه وضعف من الجذب، ولا يخرزوا بشعر الخنزير، ويجعلوا عوضه ليفاً، أو شارب الثعلب، فإنه يقوم مقامه، ولا يمطلوا أحداً بمتاعه، إلا أن يشترطوا عليه أياماً معلمة، فإن الناس يتضررون من التردد غليهم، وأن لا يعملوا الورق في الأخفاف لكي تَصُرّ عند المشي، كما كانت تفعله نساء بغداد، فيمنع المحتسب من عمله.
* * *
الباب الحادي والخمسون
في عمل الأسفاط
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً يحلفهم بالله العظيم أن لا يدبغوا الجلود إلا بالنخال، وأن لا يجلدوا بواطن الأسفاط إلا من الجلود التي يجلدون بها ظواهرها؛ لأنهم ينتهزون جلود الأسفاط من جلود لها قيمة، ويغشونها من دواخلها بما لا قيمة له، فإذا قوى عليها الشد والحزم تخرقت وتمزقت، وهذا غش، فينبغي أن يمنعوا منه.