ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً يمنعهم أن يعملوا من جلود الجمال الميتة، ويحلفون بما لا كفارة لهم منه أنهم لا يعلمونها من الميتة، ويفتش دكاكينهم كل وقت، وبيان ذلك عليهم أنهم إذا عملوها من جلود الدباغ، كان لونها إلى الصفاء والصفرة، وإذا عملوها من الميتة كان لونها مائلاً إلى السواد. ويعتبر عليهم أيضاً بالرائحة وخشونة اللمس، وأيضاً أنه لابد أن يبقى عليه اليسير من الشعر؛ لأن الصانع لا يقدر على إنقاء الشعر من الميتة، وما عمل من جلود الميتة يملح عند جفافه، والصواب أن يمنعوا من عمل المصاصات؛ لأن كل من يمص بها لا بد أن ينزل شيء من بصاقه في أطعمة الناس من الزيوت، والعسل وغيرهما، وذلك ضرر ووسخ، لا سيما إن كان الفاعل أبخر، فالصوام أن يمنعوا من ذلك.
* * *
الباب الثالث والخمسون
في الخياطين والعلافين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفاً يمنعهم احتكار الغلة، ولا يخلطون رديء الحنطة بجيدها، ولا عتيقها بجديدها، فإن ذلك تدليس على الناس، وأن لا يجعلوا القمح بجوار الشعير، وإذا دعت الحاجة إلى غسل قمح لأمر حدث، جففت بعد غسلها وبيعت منفردة.