للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويدعو بالخير لهم، ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم، ولا يتبع زلاتِهم وهفواتِهم، ولا يتعمَّد تهجين أحد منهم بِبَثِّ ما لا يحسن عنه، ويسكت عما لا يقع ضرورة إلى الخوض فيه فيما كان بينهم» (١).

وقال الميموني: «سمعت أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية».

وقال لي: «يا أبا الحسن إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بسوء فاتهمه على الإسلام» (٢).

وروى الخطيب البغدادي عن أبى زرعة الرازى - رحمه الله - أنه قال:

«إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبْطِلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أوْلى وهم زنادقة» (٣).

ولما تكلم الموفق ابن قدامة في لمعة الاعتقاد عن الصحابة إجمالًا ختم بقوله: «ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، أحد خلفاء المسلمين - رضي الله عنهم -».

فعلّق الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: «إنما ذكره المؤلف وأثنى عليه للرد على الروافض الذين يسبونه ويقدحون فيه» (٤).

ومعاوية - رضي الله عنه - كان من كتاب الوحي، وقد أثبت ذلك إمام الحديث أحمد بن حنبل وأمر بهجر من يجحد بتلك الحقيقة.

ولذلك لمّا سأل رجلٌ الإمام أحمد بن حنبل: «ما تقول ـ رحمك الله ـ فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسَّيف


(١) شُعَب الإيمان (٤/ ١٤٦).
(٢) الصارم المسلول (٣/ ١٠٥٨)، وأوله عند الخلال (٢/ ٤٣٢) بسند صحيح.
(٣) الكفاية في علم الرواية (ص٦٧).
(٤) شرح لمعة الاعتقاد (ص١٠٧).

<<  <   >  >>