وأيضًا قد حكم على هذه القصة بالوضع الحافظ ابن حجر والإمام ابن عراق والإمام الشوكاني.
وتأمل كيف خلط القُصَّاص بين عدل عمر - رضي الله عنه - وحرصه على تطبيق الحدود وبين الطعن فيه وفي زوجته وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم - بالجهل بالشريعة.
وفي القصة أيضًا اتهام لابن خليفة المسلمين عمر - رضي الله عنه - بشرب الخمر واغتصاب بنات المسلمين.
وتجد في القصة الحلف بغير الله مثل قول الناس لابن عباس:«قسمنا عليك بحق المصطفى أما حدثتنا». وقول عمر لابنه:«بحق نبيك وبحق أبيك، فإني أسألك عن شيء إلا أخبرتني».
[٤ - قصة اغتسال فاطمة - رضي الله عنها - قبل الموت:]
ذكر الإمام ابن الجوزي في كتاب (الموضوعات) بإسناده عن عبيد الله بن أبى رافع عن أبيه عن أمه سلمى قالت: «اشتكت فاطمة فمرضتها فقالت لي يومًا وقد خرج عَلِىٌّ: «يا أمتاه اسكبي لي غسلًا»، فسكبتُ ثم قامت كأحسن ما كنت أراها تغتسل، ثم قالت:«هاتي لي ثيابي الجدد»، فأتيتها بها فلبستها، ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت لي:«قدمي لي الفراش إلى وسط البيت»، ثم اضطجعتْ ووضعتْ يدها تحت خدها واستقبلت القبلة ثم قالت:«يا أمتاه إني مقبوضة اليوم، وإني قد اغتسلت فلا يكشفني أحد».
قال: فقُبِضت مكانها، فجاء علي - رضي الله عنه - فأخبرته فقال:«لا والله لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك».
ثم قال الإمام ابن الجوزي:«وهذا حديث لا يصح ... ثم إن الغسل إنما يكون لحدث الموت فكيف يغتسل قبل الحدث. هذا لا يصح إضافته إلى علي وفاطمة - رضي الله عنهما -، بل يتنزهون عن مثل هذا.» اهـ كلام ابن الجوزي.