للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتأمل كيف طعن القُصّاص في علي وفاطمة - رضي الله عنهما - بالجهل بأبسط أحكام الدين، وغلفوا ذلك بما يشير إلى حسن خاتمة فاطمة - رضي الله عنها -.

ومن الأمثلة المتعلقة بمعاوية - رضي الله عنه -:

[٥ - حلم أم ظلم:]

في أثناء دفاعه عن معاوية - رضي الله عنه - ذكر أحد المعاصرين الغيورين من أهل السنة ـ حفظه الله ـ الكلام التالي يمدح حِلم معاوية - رضي الله عنه - فتأمل فيه تجد إساءة كبيرة:

«وقال القاضي الماوردي في الأحكام السلطانية: «وَحُكِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أُتِيَ بِلُصُوصٍ فَقَطَعَهُمْ حَتَّى بَقِيَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَقُدِّمَ لِيُقْطَعَ فَقَالَ:

يَمِينِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُعِيذُهَا ... بِعَفْوِكَ أَنْ تَلْقَى نَكَالًا يُبِينُهَا

يَدِي كَانَتْ الْحَسْنَاءَ لَوْ تَمَّ سَتْرُهَا ... وَلَا تُقَدِّمُ الْحَسْنَاءُ عَيْبًا يَشِينُهَا

فَلَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَكَانَتْ خَبِيثَةً ... إذَا مَا شِمَالٌ فَارَقَتْهَا يَمِينُهَا

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَيْف أَصْنَعُ بِكَ وَقَدْ قَطَعْتُ أَصْحَابَكَ؟

فَقَالَتْ أُمُّ السَّارِقِ: «اجْعَلْهَا مِنْ جُمْلَةِ ذُنُوبِكَ الَّتِي تَتُوبُ إلَى اللهِ مِنْهَا».

فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ حَدٍّ تُرِكَ فِي الْإِسْلَامِ».

هذه الرواية ذُكِرَتْ كمثال لحلم معاوية - رضي الله عنه - ولكن فيها اتهام لمعاوية - رضي الله عنه - بتضييع حدود الله - عز وجل - حيث لم يُقِم الحد على السارق.

[٦ - ذكر أحد المعاصرين الغيورين ـ حفظه الله ـ الكلام التالي يستدل بها على ثقة عمر في معاوية وسعادة أبي سفيان بذلك:]

«في سنة ثمان عشرة للهجرة توفي يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - في طاعون عمواس، فولى عمر معاوية عمل أخيه ـ دمشق وبعلبك والبلقاء.

وقد كان لعمل عمر هذا أكبر الأثر على نفسية والد معاوية ووالدته، فحين عزَّى عمر أبا سفيان في وفاة ابنه يزيد قال: يا أمير المؤمنين من وليتَ مكانه؟

قال: أخوه معاوية.

<<  <   >  >>