للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[والصلح خير]

كانت بيعة الحسن بن علي - رضي الله عنهما - في شهر رمضان من سنة ٤٠ هـ وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي , وقد اختار الناس الحسن بعد والده - رضي الله عنهما - ولم يعين أمير المؤمنين أحدًا من بعده, وقد اشترط الحسن بن علي - رضي الله عنه - على أهل العراق عندما أرادوا بيعته، فقال لهم: «والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم».

قالوا: «ما هو؟».

قال: «تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت».

ويستفاد من ذلك ابتداء الحسن - رضي الله عنه - في التمهيد للصلح فور استخلافه وقد باشر الحسن بن علي سلطته كخليفة, فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا، وكان في وسعه أن يخوض حربًا لا هوادة فيها ضد معاوية ,وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية والأخلاقية, والسياسية, والدينية تساعده على ذلك، إلا أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - , مالَ إلى السلم والصلح لحقن الدماء, وتوحيد الأمة, والرغبة فيما عند الله، وزهده في الملك، وغير ذلك من الأسباب.

وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي تُوّج بوحدة الأمة.

وقد تنازل الحسن بن علي - رضي الله عنهما - من موقف قوة فقد اختير الحسن بن علي بعد والده - رضي الله عنهما - اختيارًا شوريًا وأصبح الخليفة الشرعي على الحجاز واليمن والعراق, وكل الأماكن التي كانت خاضعة لوالده, وقد استمر في خلافته ستة أشهر وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا (١).


(١) رواه أبو داود، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>