للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كانت أعراض المسلمين بشكل عام مصونة في الإسلام، فأعراض الصحابة وهم أهل الفضل والسابقة والجهاد أولى بالصيانة، والدفاع عنهم قربة لله - عز وجل - وتقديرٌ لمآثرهم وجهادهم.

[لماذا هذه العناية بأعراض الصحابة - رضي الله عنهم - ولماذا الدفاع عنهم؟]

إن مكمن الخطر في سبهم أو التعريض بهم وبعدالتهم، فهم نقلة الدين والطعن فيهم وسيلة للطعن في الدين.

ولما كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هم قدوتنا في ديننا وهم حملة الكتاب الإلهي والسنة المحمدية، الذين حملوا عنهم أماناتهم حتى وصلت إلينا، فإن من حق هذه الأمانات على أمثالنا أن ندرأ عن سيرتهم كل ما ألصق بهم من إفك ظلمًا وعدوانا .. حتى تكون صورتهم التي تعرض على أنظار الناس هي الصورة النقية الصادقة التي كانوا عليها، فنحسن الاقتداء بهم وتطمئن النفوس إلى الخير الذي ساقه الله للبشر على أيديهم.

والطعن فيهم طعنٌ في الدين الذي هم ورائه. وتشويه سيرتهم تشويه للأمانة التي حملوها وتشكيك في جميع الأسس التي قام عليها كيان التشريع في هذه الملة الحنيفية السمحة.

وإن من أسوأ الأخطاء المنهجية والتربوية معًا، تدريس الحروب والخلافات التي وقعت بين الصحابة لتلاميذ المدارس، مع ما يصاحب ذلك من تشويه في العرض، وتقصير في تعريف التلاميذ بمنزلة الصحابة وفضلهم وحقهم على الأمة، حيث ينشأ عن ذلك تعارض في أذهانهم بين الصورة الفطرية التي تصوروها عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وما ينبغي أن يكونوا عليه من الاستقامة، وبين الصورة التي تلقوها من المدرسة، فلا يستطيعون معرفة الحق من ذلك ولا يستوعبونه نظرًا لصغر سنهم، ولقلة ثقافتهم، حتى لو حاولت أن توضح لهم الصورة الصحيحة فإنهم لا يكادون يقتنعون لأن الشبهة التي أثيرت قد انقدحت في أذهانهم.

<<  <   >  >>