للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كيف نقرأ التاريخ (١)

كيف نقرأ التاريخ؟

لابد أن نقرأ التاريخ كما نقرأ أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

إذا أردنا أن نقرأ أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإننا نتثبت من الخبر أثابِتٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أم لا؟ ولن نستطيع أن نعرف صحة الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من بطلانه إلا بالنظر إلى الإسناد مع المتن؛ لأن أهل العلم اعتنوا بالحديث ورجاله وتتبعوا أحاديثهم ومحَّصُوها وحكموا عليها وبيَّنوا الصحيح من الضعيف وبالتالي نُقّيَتْ هذه الأحاديث مما فيها أو مما أدخِلَ عليها من كذب أو تدليس أو مما شابه ذلك.

ولكن التاريخ يختلف فتارة نجد كثيرًا من رواياته ليس لها إسناد وتارة أخرى نجد لها إسنادًا ولكن قد لا نجد للرجال الذين في إسناد تلك الرواية ترجمة، ولا نجد أحدًا من أهل العلم تكلم فيهم جرحًا أو تعديلا ً مدحًا أو ذمًا، فيصعب عليك عندئذ أن تحكم على هذه الرواية؛ لأنك لا تعرف حال بعض رجال السند.

فالأمر أصعب من الحديث، ولكن لا يعني هذا أبدًا أن نتساهل فيه بل لابد أن نتثبت وأن نعرف كيف نأخذ تاريخنا.

قد يقول قائل: سيضيع علينا كثير من التاريخ بهذه الطريقة.

نرد عليه قائلين: إنه لن يضيع الكثير كما تتصور.

بل إن كثيرًا من روايات التاريخ مذكورة بالأسانيد سواء كانت هذه الأسانيد في كتب التاريخ نفسها كتاريخ الطبري، أوفي كتب الحديث كصحيح البخاري ومسند أحمد وسنن الترمذي، أو المصنفات كمصنف ابن أبي شيبه، أو في كتب التفسير التي تذكر بعض الروايات التاريخية بالأسانيد كتفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير، وأحيانًا في كتب خاصة تكلمت عن أوقات خاصة ككتاب (حروب الردة) للكلاعي مثلا ً أو


(١) حقبة من التاريخ، للشيخ عثمان الخميس ص ٢٩ - ٣٩ باختصار وتصرف يسيرين.

<<  <   >  >>