للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الثامنة]

قالوا: «وكان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه، ويقول: أصَبَوت إلى دين محمد؟ وكتب إليه:

يا صخر لا تُسلِمَنّ طوعًا فتفضحنا ... بعد الذين ببدرٍ أصبحوا فرقا

جدّي وخالي وعمُّ الأم يا لهم ... قومًا وحنظلة المهدي لنا أرقا

فالموت أهون من قول الوشاة لنا ... خلّى ابن هند عن العزّى لقد فَرَقا

الجواب: أما قولهم: «كان باليمن يطعن على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيِّره بإسلامه، وكتب إليه الأبيات»، فهذا من الكذب المعلوم؛ فإن معاوية إنما كان بمكة، لم يكن باليمن، وأبوه أسلم قبل دخول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مكة بمر الظهران ليلة نزل بها.

وهذا الشعر كذب على معاوية قطعًا؛ فإنه فيه:

فالموت أهون من قول الوشاة ... خلّى ابن هند عن العزّى لقد فرقا

ومعلوم أنه بعد فتح مكة أسلم الناس وأُزيلت العُزَّى؛ بَعَثَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إليها خالد بن الوليد، فجعل يقول:

إني رأيت الله قد أهانك ... يا عزّ كفرانك لا سبحانك

وكانت قريبًا من عرفات، فلم يبق هناك لا عُزّى ولا من يلومهم على ترك العزّى، فعُلم أن هذا وضع بعض الكذّابين على لسان معاوية.

وهو كذّاب جاهل لم يعلم كيف وقع الأمر.

وعلى فرض أن هذا الكذب صحيح فقد أسلم معاوية - رضي الله عنه - وحسن إسلامه والإسلام يجُبُّ ما قبله.

<<  <   >  >>