للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية - رضي الله عنهما -]

أسلمت - رضي الله عنها - يوم الفتح، بعد إسلام زوجها أبي سفيان - رضي الله عنه -، ولما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من بيعة الرِّجال، بايع النساء، وفيهنَّ هند بنت عتبة، وقد بايعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من غير مصافحة، فقد كان لا يصافح النساء، ولا يمس يد امرأة إلا امرأة أحلّها الله له، أو ذات محرم منه.

ولما أسلمت هند وبايعت عادت إلى بيتها فجعلت تكسر صنمًا كان عندها وهي تقول: «كنتُ مِنْكَ في غرور» (١).

موقف في الجاهلية:

وكان لهند في جاهليتها موقف مع زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقد كانت بمكة مع زوجها أبي العاص بن الربيع وأرسل النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - من يأتيه بها إلى المدينة، وكان ذلك بعد (غزوة بدر) ولم تجِفّ دماء قريش بعد، وكانت هند قد أصيبت بأبيها وأخيها وعمها، وكانت تطوف على مجالس قريش وأنديتها تُذكي نار الثأر، وتؤجج أوار الحرب.

وفي الطريق لقِيَتْ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكان قد تسرَّب خبر استعدادها للخروج لأبيها فقالت هند: «أي بنت محمد: بلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك!! .. أي ابنة عمي، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يعينك في سفرك، أو بمال تبلغين به إلي أبيك، فعندي حاجتك فلا تستحي مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما يكون بين الرجال».

تروي زينب - رضي الله عنها - ذلك، وتقول: «ووالله ما أراها قالت إلا لتفعل».


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٨/ ١٧٢).

<<  <   >  >>