للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهة الحادية والعشرون

هل أقسم معاوية - رضي الله عنه -

اليمين الغموس وكذبه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -!!

روى الروياني في مسنده (١) وابن عساكر في تاريخه (٢) من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمد بن كعب قال: «إنا جلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاص فجلس فقص ثم دعا للخاصة والعامة ثم دعا للخليفة , ومعاوية بن أبي سفيان يومئذ خليفة.

فقلنا للبراء: يا أبا إبراهيم , دخل هذا فدعا للخاصة والعامة ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئًا؟ فقال: إنا شهدنا وغبتم وعلمنا وجهلتم إنا بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت: «إن أبا سفيان وابنه معاوية أخذا بعيرًا لي فغيباه عليَّ».

فبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلًا إلى أبي سفيان بن حرب ومعاوية: «أن رُدَّا على المرأة بعيرها. فأرسلا: «إنا والله ما أخذناه، وما ندري أين هو».

فعاد إليهما الرسول فقالا: «والله ما أخذناه وما ندري أين هو».

فغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى رأينا لوجهه ظلالًا , ثم قال: «انطلق إليهما , فقل لهما: «بلى والله إنكما لصاحباه , فأدِّيَا إلى المرأة بعيرها».

فجاء الرسول إليهما وقد أناخا البعير وعقلاه.

فقالا: «إنا والله ما أخذناه، ولكن طلبناه حتى أصبناه , فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اذهبا».


(١) مسند الروياني (١/ ٢٩٠).
(٢) تاريخ دمشق (٥٩/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>