للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اهتمام معاوية - رضي الله عنه - برعيته (١)

عن أبي قبيل قال: «كان معاوية يبعث رجلًا يقال له أبو الجيش في كل يوم فيدور على المجالس يسأل هل ولد لأحد مولود؟ أو قدم أحد من الوفود؟ فإذا أخبر بذلك أثبت في الديوان» ـ يعني ليجري عليه الرزق. (٢)

وعن أبي عثمان الشامي، قال: كان معاوية يَخرج علينا ونحن في الكُتّاب، ويقول للمعلم: «يا معلِّم، أَحْسِن أَدَبَ أبناءِ المُهاجرين» (٣).

ومن إصلاحات معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - أنه أول من بلّط المدينة المنورة بالحجارة، وبنى فيها مرافق وحصنًا لأهلها. (٤) وكان يُرسل الأطعمة إلى المدينة كما كان يُفعل أيام عمر، وأمر بحفر نهر مَعْقِل (٥).

واهتم بالمسجد الحرام وأمر بتوسعته وأجرى له القناديل والزيت من بيت المال وأضاء المصابيح فيه لأهل الطواف، واهتم بالمسجد الأقصى، وقام مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية بالزيادة في المسجد الجامع بالفُسطاط عام ٥٣هـ وبنى له أربع منارات شامخة وفرشه بالحصير.

واهتم معاوية - رضي الله عنه - بالمرافق العامة في الدولة الإسلامية، وحرص على توفير مياه الشرب في المدينة، وأجرى في الحرم المكي عيونًا وأنشأ آبار المياه على الطرقات، فربط بين أجزاء مملكته ربطًا محكمًا.

وجعل دار المراجل بمكة، والتي كان يطبخ فيها طعام الحجاج وطعام الصائمين من الفقراء في شهر رمضان المبارك وقفًا في سبيل الله.


(١) انظر (البداية والنهاية ٨/ ١٢٥ - ١٥٦)، والدولة الأموية للصلابي (ص٣٢١ - ٣٢٧).
(٢) يجري عليه الرزق: أي يحدد له راتبًا من بيت المال.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في (العيال) (٢٩٣) بسند صحيح.
(٤) انظر أخبار المدينة لابن شبة (١/ ١٦، ٢٧١).
(٥) فتوح البلدان للبلاذري (ص٢٥٣، ٤٣٩).

<<  <   >  >>