للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهة التاسعة عشرة

هل حُمِلَتْ الخمرُ لمعاوية - رضي الله عنه -؟

أولا: روي عن أبي تميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن اسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمان عثمان، ومعاوية أمير على الشام، فمرت به روايا خمر تُحمل لمعاوية، فقام إليها عبد الرحمن برمحه فنقر كل راوية منها، فناوشه غلمانه، حتى بلغ شأنه معاوية، فقال: «دعوه، فإنه شيخ قد ذهب عقله!».

فقال: «كلا والله! ما ذهب عقلي، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرًا، وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبقرن بطنه، أو لأموتن دونه» (١).

الجواب:

هذا الأثر ضعّفه الحافظ ابن حجر في (الإصابة) (٢).

وهو خبر باطل، وسنده مسلسل بالعلل: فابن إسحاق مدلس ـ وقد عنعن ـ وبريدة واهٍ، وكان غاليًا في التشيع، ومحمد بن كعب لم يدرك الواقعة، كما يظهر من ترجمته وطبقته (٣).


(١) رواه الحسن بن سفيان في مسنده، وابن منده وابن قانع، كما في الإصابة في معرفة الصحابة للحافظ ابن حجر (٦/ ٢٨٦)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٨٢٨)، وابن عساكر (٣٤/ ٤٢٠).
(٢) الإصابة في معرفة الصحابة للحافظ ابن حجر (٦/ ٢٨٦).
(٣) تهذيب الكمال وحاشيته (٤/ ٥٦، ٢٦/ ٣٤٧).

<<  <   >  >>