للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان معاوية موصوفًا به من العقل والدين والحلم وكرم الأخلاق وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح».اهـ.

وبعد هذا الموقف، هل يتصور من معاوية أن يسب عليًّا - رضي الله عنهما - أو أن يصرح بلعنه - رضي الله عنه - على المنابر؟!

وهل يعقل أن يسع حلم معاوية - رضي الله عنه - ـ الذي بلغ مضرب الأمثال ـ سفهاء الناس وعامتهم وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان؟؟!!

والحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم ودين.

تناقض عجيب:

من العجب أن الشيعة تنكر سبّ عليّ - رضي الله عنه -، وهم يسبّون أبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ويكفرونهم ومن والاهم.

ومعاوية - رضي الله عنه - وأصحابه ما كانوا يكفرون عليًّا - رضي الله عنه -، وإنما يكفره الخوارج المارقون، والرافضة شر منهم.

ولا ريب أنه لا يجوز سب أحد من الصحابة: لا عليّ ولا عثمان ولا غيرهما، ومن سب أبا بكر وعمر وعثمان فهو أعظم إثمًا ممن سب عليًّا.

ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما وصفهم الله - عز وجل - فى قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)} (الحشر:١٠).

وطاعةً للنبى - صلى الله عليه وآله وسلم - فى قوله: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» (رواه البخاري ومسلم).

ومَعْنَى الْحَدِيث: لَا يَنَال أَحَدكُمْ بِإِنْفَاقِ مِثْل أُحُد ذَهَبًا مِنْ الْفَضْل وَالْأَجْر مَا يَنَال أَحَدهمْ بِإِنْفَاقِ مُدّ طَعَام أَوْ نَصِيفه.

<<  <   >  >>