للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استقرت الخلافة أخيرًا لعبد الملك بن مروان بعد حروب طاحنة استمرت قرابة عشر سنوات.

ثم لنتصور الأمر الثاني:

نادى منادٍ في كل مَصر بأن يرشحوا نائبًا عنهم، حتى تكون مسابقة أخيرة ليتم فرز الأصوات فيها، ثم الخروج من هذه الأصوات بفوز مرشح من المرشحين ليكون خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية.

سيختار أهل الشام، رجل من بني أمية بلا شك، وربما كان يزيد، وربما غيره.

وسيختار أهل العراق في الغالب الحسين بن علي - رضي الله عنهما -.

وسيختار أهل الحجاز: إما عبد الله بن عمر أو عبد الرحمن بن أبي بكر، أو ابن الزبير ـ رضي الله عن الجميع.

وسيختار أهل مصر: عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -.

والسؤال الآن:

هل سيرضى كل مَصر بولاية واحد من هؤلاء، ويسَلّموا له، أم ستكون المعارضة واردة؟!

الجواب: أغلب الظن أن المعارضة ستظهر.

ولنسأل سؤالًا آخر:

في حالة أنه تم اختيار كل مرشح من قِبَل الأمصار، هل يستطيع معاوية - رضي الله عنه - أن يلزم كل مَصر بما اختاره أهل المصر الآخر؟!

الجواب: ستجد الدولة نفسها في النهاية أمام تنظيمات انفصالية، وسيعمد أدعياء الشر الذين قهرتهم الدولة بسلطتها إلى استغلال هذه الفوضى السياسية، ومن ثم الإفادة منها في إحداث شرخ جديد في كيان الدولة الإسلامية.

<<  <   >  >>