وهذا الأثر لا يصح؛ في سنده محمد بن عمر الواقدي الكذاب، كان يضع الحديث.
ثالثًا: حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا «سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى، فلا تعتلوا بربكم»، قال عبادة:«والله إن معاوية لمن أولئك».
تقدم في جواب الشبهة التاسعة عشرة أن هذا الحديث لا يصح، وقد رواه الإمام أحمد بدون ذكر معاوية - رضي الله عنه -، ورواه الحاكم كذلك ولكن ذكر فيه قول عبادة:«فو الذي نفسي بيده إن معاوية من أولئك».
وهذا الحديث قد ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (٣/ ٥٢٨) وضعفه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند.
وعلى فرض صحة الحديث فهذا اجتهاد من عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في حمله الحديث على معاوية - رضي الله عنه - , فعمر وعثمان - رضي الله عنهما - جعلا معاوية واليًا على الشام ولم يتهماه مدة ولايته، وأدرك جمع من الصحابة وكبار التابعين ملك معاوية , ولم ينزعوا يدًا من طاعة - رضي الله عنهم - أجمعين.
رابعًا: هل كفّر أبو بكرة معاوية - رضي الله عنهما -؟!
روى ابن عساكر عن هوذة بن خليفة عن عوف عن أبي عثمان النهدي قال:«كنت خليلا لأبي بكرة فقال لي يوما: «أترى الناس إني إنما عتبت على هؤلاء في الدنيا، وقد استعملوا عبيد الله ـ يعني ابنه ـ على فارس، واستعملوا روادًا ـ يعني ابنه ـ على دار الرزق، واستعملوا عبد الرحمن ـ يعني ابنه ـ على الديوان وبيت المال، أفليس في هؤلاء دنيا؟ كلا، والله إنما عتبتُ عليهم لأنهم كفروا ـ فذكر كلمة وكان في نسخة أخرى ـ كفروا صراحة أو صراحًا»» (١).