واستدلال أبي بكرة - رضي الله عنه - بهذا الحديث يدل على عدم تكفيره لمعاوية حيث يعتبره وعليًا - رضي الله عنهما - ومن معهما من المسلمين.
خامسًا: هل خفي على أبي بكرة - رضي الله عنه - أنه روى ثناء الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على الحسن - رضي الله عنه - في حقنه لدماء المسلمين وتنازله عن الملك لمعاوية، فعن أَبي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قال:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ»(رواه البخاري).
فهل يعقل بعد ذلك أن يكفِّر معاوية؟!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «فَلَمَّا أَثْنَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى الْحَسَنِ بِالْإِصْلَاحِ وَتَرْكِ الْقِتَالِ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِصْلَاحَ بَيْنَ تِلْكَ الطَّائِفَتَيْنِ كَانَ أَحَبَّ إلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ فِعْلِهِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاقْتِتَالَ لَمْ يَكُنْ مَأْمُورًا بِهِ.