للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه القصة الموضوعة رواها ابن عبد الحكم في (فتوح مصر وأخبارها ص٢٩٠، وأوردها محمد يوسف الكاندهلوي في (حياة الصحابة ٢/ ٨٨، باب عدل النبي وأصحابه). وقد استدل بها على عدل عمر - رضي الله عنه -.

وقد ذكرها أحد الدعاة ـ حفظه الله ـ في أحد دروسه على إحدى القنوات الفضائية مستدلًا على عدل الفاروق عمر - رضي الله عنه -.

وقد بيَّن الشيخ علي حشيش في مجلة التوحيد عدد شعبان ١٤٢٢هـ أن هذه القصة واهية وسندها منقطع ومظلم.

ويظهر هذا الانقطاع في السند، حيث قال ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر ص ٢٩٠): «حُدِّثْنا عن أبى عبدة عن ثابت البُنانى وحُمَيْد عن أنس ... » ثم ذكر القصة.

ولفظ الأداء فى رواية ابن عبد الحكم للقصة مبنى للمجهول، وبهذا لم يُعرَف مَن الشيخ الذي أخذ عنه وتلقى عنه القصة. وترتب عليه عدم معرفة أبى عبدة الذي روى عنه هذا المجهول وأصبح السند مظلمًا بهذه الجهالة.

وهذه القصة لو دققت فيها لوجدت طعنًا في عمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث اتهامه باستغلال ابنه لنفوذ أبيه في ظلم الرعية.

وفيها طعن في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بمخالفة الكتاب والسنة؛ إذ ورد في القصة قول عمر للمصرى: «ضع السوط على صلعة عمرو».

وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الإسراء:١٥).

قال ابن كثير: «أي لا يحمل أحد ذنب أحد، ولا يجني جَانٍ إلا على نفسه» (١).

وقال القرطبى: «أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى، أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها» (٢).


(١) تفسير القرآن العظيم (٥/ ٣٤).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (٣/ ٢٦٧٦).

<<  <   >  >>