للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: والله لقد رأيتُ عمر وقد أقام الحد على ولده فقتله فيه.

ثم بكى وبكى الناس مِن حولِه وقلنا: يا ابن عم رسول الله إن رأيتَ أنْ تحدثنا كيف أقام عمر على ولده الحد.

فقال: والله لقد أذكرتمونى شيئًا كنت له ناسيًا.

فقلت: أقسمنا عليك بحق المصطفى أما حدثتنا.

فقال: معاشر الناس، كنت ذات يوم في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعمر بن الخطاب جالس والناس حوله يعظهم ويحكم فيما بينهم، فإذا نحن بجارية قد أقبلتْ من باب المسجد، فجعلت تتخطى رقاب المهاجرين والأنصار حتى وقفت بإزاء عمر فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فقال عمر: وعليكِ السلام (١) يا أمة الله، هل من حاجة؟

فقالت: نعم أعظم الحوائج إليك، خذ ولدك هذا منى فأنت أحق به منى.

ثم رفعت القناع فإذا على يدها طفل.

فلما نظر إليه عمر قال: يا أمة الله أسفري عن وجهك.

فأسفرت.

فأطرق عمر وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، يا هذه أنا لا أعرفك، فكيف يكون هذا ولدى؟ فبكت الجارية حتى بلت خمارها بالدموع، ثم قالت: يا أمير المؤمنين إن لم يكن ولدك من ظهرك فهو ولدُ ولدِك.

قال: أي أولادي؟ قالت: أبو شحمة.

قال: أبحلال أم بحرام؟ قالت: من قِبَلى بحلال ومن جهته بحرام.


(١) قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء: ٨٦)، تأمل الافتراء على عمر - رضي الله عنه - حيث تزعم الرواية أنه لم يَرُدّ السلام بطريقة صحيحة حيث قالت المرأة: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته».فقال عمر: «وعليكِ السلام يا أمة الله».

<<  <   >  >>