للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغالي أن يزيد بن معاوية لما تولى الخلافة بعد أبيه كتب إلى عامله بالمدينة الوليد بن عقبة بن أبي سفيان أن يأخذ البيعة من الحسين بن علي رضي الله عنهما ولما طلب الوليد منه ذلك:

فخرج الحسين إلى مكة، فأقام بها أيامًا، وكتب أهل العراق إليه، ووجهوا بالرسل على أثر الرسل، فكان آخر كتاب ورد عليه منهم كتاب هانئ بن أبي هانئ، وسعيد بن عبد الله الخثعمي:

"بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين، أما بعد فحيّ هلا، فإن الناس ينتظرونك، لا إمام لهم غيرك، فالعجل ثم العجل والسلام" (١) ".

والمؤرخ الشيعي الآخر المسعودي يكتب:

"ولما مات معاوية راسل أهل الكوفة " (٢) " إلى الحسين بن علي: "أن قد حبسنا أنفسنا على بيعتك، ونحن نموت دونك، ولسنا نحضر جمعة ولا جماعة" (٣) ".


(١) - تاريخ اليعقوبي ج٢ ص٢٤١، ٢٤٢، ومثلُ ذلك في الإرشاد للمفيد ص٢٠٣ وكشف الغمة للأربلي ج٢ ص٣٢
(٢) - نعم الكوفة التي كانت مركزًا للشيعة ومرتعًا خصبًا حتى قالوا فيها:
وأما الكوفة وسوادها فهناك شيعة علي بن أبي طالب. وأما البصرة فعثمانية تدين بالكف.
وأما الجزيرة فحرورية مارقة. وأما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان .... وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر (عيون الأخبار للرضا - نقلاً عن الشيعة في التاريخ).
ورووا عن جعفر أنه قال:
إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة (بصائر الدرجات ج٢ الباب العاشر).
وأيضًا ما رواه الكليني في كافيه عن عبد الله الوليد الكندي:
قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام في زمن مروان، فقال: من أنتم؟ فقلنا: من أهل الكوفة، فقال: ما بلدة من البلدان أكثر محبًا لنا من أهل الكوفة، ولا سيما هذه العصابة، إن الله جل ذكره هداكم لأمر جهله الناس وأحببتمونا وأبغضنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس، وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا (الروضة من الكافي)]
(٣) - مروج الذهب ج٣ ص٥٤

<<  <   >  >>