للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العابدين، ثم إلى زيد بن علي، ثم منه إلى الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ... والذين قالوا بإمامة محمد الإمام إختلفوا، فمنهم من قال: إنه لم يُقتل وهو بعد حي، وسيخرج فيملأ الأرض عدلاً، ومنهم من أقر بموته وساق الإمامة إلى محمد بن القاسم بن علي بن الحسين بن علي بن صاحب الطالقان. وقد أسر في أيام المعتصم، وحُمل إليه، فحبسه في داره حتى مات.

ومنهم من قال بإمامة يحيى بن عمر صاحب الكوفة، فخرج ودعا الناس، واجتمع عليه خلق كثير، وُقتل في أيام المستعين، وُحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن ظاهر، حتى قال فيه بعض العلوية:

قتلت أعز من ركب المطايا ... وجئتك استلينك في الكلام

وعزّ عليّ أن ألقاك إلا ... وفيما بيننا حد الحسام

وهو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين زيد بن علي.

وأما أبو الجارود، فكان ُيسمى سرحوب. سماه بذلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر رضي الله عنه. وسرحوب، شيطان أعمى يسكن البحر " (١).

وذكر القاضي النعمان الزيدية في أرجوزته بقوله:

وقالت الطائفة الزيدية ... مقالة لم تكُ بالمرضية

بأن كل قائم يقوم من ... نسل الحسين بن علي والحسن

بسيفه يدعو إلى التقدم ... فهو الإمام دون من لم يقم

منهم ومن كل إمرئ في وقته ... مستتراً قد انزوى في بيته

واتبعوا زيداً على ما رتبوا ... من الدعاوي، وإليه نسبوا

حتى إذا ُقتل قاموا بعده ... مع الحسين، حين قام وحده


(١) الملل والنحل ج ١ ص٢٠٧ ومابعد، ومثل ذلك في مقالات الاسلاميين ج١ ص٢٨ ومابعد، ومقدمة إبن خلدون ص١٧٩، الفرق بين الفرق ص ٢٩، والتبصير ص ٣٢، الفصل ج ٤ ص١٧٩، ومقاتل الطالبيين للأصفهاني الشيعي ص١٢٧ ومابعد.

<<  <   >  >>