للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكّ كبار الشيعة وزعماؤهم حتى في علم جعفر بن الباقر، فهذا هو زرارة بن أعين كبير رواة القوم، الذي قال فيه جعفر نفسه:

رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي" (١).

فهذا زرارة قال عن جعفر وأبيه:

رحم الله أبا جعفر، فإن في قلبي عليه لفتة" (٢).

وقال فيه أيضاً: وصاحبكم أيضاً ليس له بصر بكلام الرجال" (٣).

ومثل ذلك حكموا في علم ابنه موسى، والقائل هو أبو بصير المرادي أحد الأركان الأربعة في رواية الحديث الشيعي، وأبو بصير هذا هو الذي بشره جعفر بن محمد بالجنة (٤).

فلقد ذكر الكشي في شعيب الأقرقوفي أنه ذكر أبا الحسن عنده، فقال أبو بصير: أظن صاحبنا ما تناهى حكمه بعد، وفي رواية أظن صاحبنا ما تكامل علمه" (٥).

وأما الشجاعة فبعد الحسين بن علي لم يكن واحد منهم معروفاً بهذا الوصف بين الناس حسب روايات الشيعة، بل كل ما نقل عنهم يدل على عكس ذلك، فلم يخرج واحد منهم ضد الحكام ولا السلاطين، بل خلاف ذلك، كان منهم من أقر بعبوديته لهم، ومنهم متخاذل عن نصرة بني عمومته الخارجين على الأمراء والولاة، ومنهم متجنب محترز محتاط ومنهم داع إلى التزام الولاء والإِطاعة لهم كما ذكرنا كل ذلك في الباب السابق.


(١) رجال الكشي ص ١٢٤.
(٢) أيضاً ص ١٣١، تحت ترجمة زرارة ابن أعين.
(٣) أيضاً ص ١٣٣.
(٤) انظر رجال الكشي ص ١٥٢ تحت ترجمة أبي بصير المرادي.
(٥) أيضاً ص ١٥٤.

<<  <   >  >>