للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" ففرقة قالت بإمامة إبنه محمد، وقد كان توفي في حياة أبيه بسرّ من رأى، وزعموا أنه حي لم يمت، واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه وأعلمهم أنه الإمام من بعده، والإمام لا يجوز عليه الكذب، ولا يجوز البداء فيه، فهو وإن كانت ظهرت وفاته لم يمت في الحقيقة، ولكن أباه خاف عليه فغيّبه، وهو القائم المهدي. وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر " (١)

والجدير بالذكر أن محمداً هذا وهو المكنى بأبي جعفر كان وصي أبيه والخليفة بعده حسب تصريحات الشيعة، ولكنه مات قبل أن تصل إليه الإمامة وخلافة أبيه، فشك القوم في أمره وإمامة أبيه، فقال أبوه علي الهادي المكنى بأبي الحسن:

" بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام مالم يكن يعرف له، كما بدا في موسى بعد مضي اسماعيل ماكشف عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد إبني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة " (٢)

وفرقة قالت بإمامة جعفر بن علي - وهو الملقب بجعفر الكذاب عند الشيعة - وقالوا:

" أوصى إليه أبوه بعد مضي محمد، وأوجب إمامته وأظهر أمره، وأنكروا إمامة محمد أخيه، وقالوا: إنما فعل ذلك أبوه اتفاقا عليه ودفاعا عنه، وكان الإمام في الحقيقة جعفر بن علي " (٣).

وفرقة قالت بإمامة الحسن العسكري إبن علي، وكان يكنى بأبي محمد (٤).

وقال المفيد:


(١) فرق الشيعة ص١١٦، ١١٧
(٢) الأصول من الكافي، كتاب الحجة، باب الإشارة والنص على أبي محمد ج١ ص ٣٢٧.
(٣) النوبختي ص١١٧، ١١٨
(٤) أيضاً ص١١٧.

<<  <   >  >>