وتأليه الخلق وإتصافهم بصفات الله، وجريان النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ونزول الوحي.
فهذه هي الأفكار السبئية التي اقتبسناها من عبارات الشيعة وأئمتهم حول عبد الله بن سبأ، والعقائد التي دعوا إليها وروجوها بين المسلمين، والعبارات والنصوص التي سردناها في الباب الثاني، حيث ذكرنا عبد الله بن سبأ والسبئية بالتفصيل.
وهذه هي خلاصة أقوالهم التي قالوها والأعمال التي قاموا بها.
والآن لنضع النقاط على الحروف ونقول:
أما الأول: أي تكوين اليهود جمعيات تحت قيادة عبد الله بن سبأ للدس والفتنة، فلا نحتاج لإثباتها إلى أي شيئ، بعدما أثبتناها من أئمة الشيعة في الفرق والرجال والتاريخ والنقد، غير السنة، وتصريحاتهم، وبعد ما أطنبنا القول فيه فيما مرّ.
والثاني: أي إظهار الحب والولاء والموالاة لعلي وأولاده، فهذا هو الذي جعله الشيعة شعاراً لهم وما أكثر ما قالوه في هذا وتقوّلوا به على عليّ وأولاده - كذباً وزوراً - حتى جعلوا الدين كله موالاة لعلي وأولاده، دون الإيمان بالقرآن والسنة، بل ودون الإيمان بالله ورسوله والإمتثال بأوامرهما، والتجنب عن النواهي، وبدون العمل الصالح والسعي إلى المكارم والفضائل والحسنات.
فلقد قالوا فيما قالوا، وما أكثره وما أشنعه، عن أبي جعفر أنه قال:
" هل الدين إلا الحب "(١).
فالحب هو الدين، لا الصلاة ولا الزكاة ولا الحج ولا الصوم، ولا غير ذلك من العبادات التي أمر الله بإتيانها وأدائها، ولا الأمر بالمعروف
(١) كتاب الروضة من الكافي الكليني، باب وصية النبي لأمير المؤمنين ج٨ ص ٨٠ ط. طهران.