وكيفية بلوغه إلى درجة الإِمامة والإحاطة بجميع العلوم التي هي من خواص الإمامة ولوازمها عند القوم، كل ذلك جعل القوم ينسجون الأساطير ويبالغون في الأكاذيب لإثبات مدعاهم الذي لم يثبت ولن يثبت لأن حكاياتهم الجديرة أن توصف بأنها خرافات وخزعبلات هي نفسها تشهد على فشلهم وخذلانهم في إيجاد اللاموجود. ويسرد للقارىء بعض هذه الخرافات لكي يعرف ويعلم كذب القوم وحقيقتهم الأصلية.
ولأهمية الموضوع أردنا بعض التفصيل وخاصة إنها - أي الاثنى عشرية- هي الطائفة الوحيدة التي تدّعي التشيع الأصلي وكونهم الشيعة الأصليين وعلى وجود معدومهم يتأسس مذهبهم وتقوم ديانتهم.
ولقد ذكر مفسر الشيعة وعلم من أعلامهم، الذي يلقبونه بأمين الإسلام ومن علمائهم في القرن السادس من الهجرة أبو علي الطبرسي في كتابه نقلاً عن صدوق الشيعة وأحد أئمتهم في الحديث، الذي جعلوه في الصحاح الأربعة لهم، ابن بابويه القمي:
فمن الأخبار التي جاءت في ميلاده (ع) ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن رزق الله عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة (عن حكيمة بنت محمد بن علي) بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن الرضا (ع) قالت: بعث إلى أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال: يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان وإن الله تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجة الله في أرضه، قالت فقلت له: ومن أمه؟. قال: نرجس، فقلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت فلما سلمت وجلست