للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يفتي بالباطل على شىء" (١).

ومثل ذلك ذكر الكليني في (الكافي) عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر قال:

سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت:

يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة، إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدّقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.

قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين؟ قال: فأجابني بمثل جواب أبيه" (٢).

وكذلك لو كانوا يعلمون الغيب لما قتل البعض منهم ومات الآخرون مسمومين حسب روايات القوم، فإنهم قالوا:

لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً (٣).

لأنهم عند ذلك علموا بذلك.

وأما التكلم بجميع اللغات فليس إلا من الأساطير التي اختلقها القوم للضحك على عقول الناس.

فهذه هي الأشياء التي جعلت الشيعة في موقف حرج ومأزق لا يرجى منه الخروج.


(١) فرق الشيعة للنوبختي ص ٨٠ - ٨١.
(٢) الأصول من الكافي، كتاب العلم باب اختلاف الحديث ج ١ ص ٦٥.
(٣) الأصول من الكافي ج ١ ص ٣٧٥، عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢١٤.

<<  <   >  >>