للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورووا عن إسحاق بن عمار أنه قال:

" قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا إسحاق، إن هذا الأمر قد أخّر مرتين " (١).

وهكذا كان الشيعة يعللون بالأماني بخروج قائمهم ورجوع مهديهم، كما أقرّ بذلك إمامهم السابع موسى بن جعفر. كما رواه الكليني في (كافيه) والنعماني (٢) في (غيبته) كي لا يرجع الشيعة عن تشيّعهم، فهذا هو النص:

" عن يقطين، أنه قال لابنه علي بن يقطين:

ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن - يعني أمر بني العباس -؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر (وقته) فأعطيتم محضه فكان كما ما قيل لكم، وإن أمرنا لم يحضر، فعللنا بالأماني. ولو قيل لنا أن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة، لقست القلوب، ولرجع الناس عن الإسلام. ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه، تألفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج " (٣).

ولقد نقل الجزائري عن المجلسي، أنه كان يرى وقت خروجه أيام الدولة الصفوية، مستدلاً من الأحاديث الثلاثة، فهذه هي عبارته:

" إعلم أنه قد وردت أخبار مجملة، وقد نقلها الأصحاب على إجمالها


(١) كتاب الغيبة للنعماني ص ٢٩٥،٢٩٤.
(٢) " هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني، وقد كان من كبار محدّثي الإمامية في أوائل القرن الرابع. وإنه من تلامذة ثقة الإسلام محمد بن إسحاق بن يعقوب الكليني، كان مؤلفاً جيد النظر، حسن الإستنباط، وافر السهم في معرفة الرجال وأحاديثهم. ومن أهم مؤلفاته كتاب الغيبة. قال فيه النجاشي:
النعماني شيخ من أصحابنا، عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث " (مقدمة كتاب الغيبة ص ١١، ١٢)
(٣) الكافي للكليني كتاب الحجة، باب كراهية التوقيت ج ١ ص٣٦٩، كتاب الغيبة للنعماني ٢٩٥،٢٩٦ - واللفظ له.

<<  <   >  >>