للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، بل يبدأ بالأموات - حسب أساطيرهم وأباطيلهم - فيحييهم ثم يقتلهم، كما ذكروا أنه في عصره يحيي يزيد بن معاوية وأصحابه فيُقتلون حذو القذة بالقذة. (١)

وليس هذا فحسب، بل جازفوا في القول، حتى قالوا:

" لو قام قائمنا، رد بالحميراء (أي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما) حتى يجلدها الحد، وينتقم لإبنة محمد صلى الله عليه وآله " (٢).

وأكثر من ذلك، بلغوا في اللؤم والخبث والحقد لحاملي رايات الإسلام، ومعلني كلمته، ومبلغي رسالته، ومدمري حضارة اليهود وشوكة المجوسية، إلى حد لم يتصوره العقل، ولم ترض به الإنسانية، فقالوا:

" إن القائم قال: ألا أنبئك بالخبر. أنه إذا فقد الصبي، وتحرك المغربي، وسار العماني، وبويع السفياني، يأذن الله لي فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً سواء. فأجيئ إلى الكوفة، وأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأول، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحج بالناس حجة الإسلام. وأجيئ

إلى يثرب، وأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بالخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتها، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى، فينادي مناد من السماء: أبيدي، ويا أرض خذي. فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد خلص قلبه الإيمان. قلت: يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال: الكرة الكرة الرجعة " (٣)


(١) أنظر بحار الأنوار ج ١٣ ص٢١٩، تفسير العياشي ج٢ ص٢٨٢، البرهان ج٢ ص ٤٠٨، الصافي ج١ ص٩٥٩.
(٢) تفسير الصافي ص ٣٥٩ مجلد كبير.
(٣) الربهان في تفسير القرآن ج ٢ ص٤٠٧.

<<  <   >  >>