قال الله عز وجل: لابثين فيها أحقابا. قال بعضهم الحقب أربعة آلاف سنة والسنة أربعة عشر ألف شهر والشهر أربعة آلاف يوم واليوم أربعة آلاف ساعة والساعة مقدار سبعين ألف سنة من سني الدنيا. قال ابن سلام: مساكين أهلها نسأل الله أن يعيذنا من شرها، ويؤخذ قياس نارها وحديدها من قياس أيامها وساعاتها. ويقال إنّ السيوف المذكورة أربعة أصناف: الصنعاني يضرب في صنعاء متقدم قصير لأنّه سيف الرجالة يقطع اليابس والرطب وعلامته أن يكون في وسطه مرازب ويقال مرازب واحد، وكثير ما توجد هذه السيوف في جبال اليمن عند العرب. والكرماني قديم ضرب في أيام دولة ملوك العجم بكرمان وهو قضيب ماد ما بين القصير والطويل، وأصل هذه السيوف من الفولاذ هرات، وقيل بل كان عندهم معدن يستخرج منه الحديد، وغاية ما توجد هذه السيوف عند الأكراد الشارونية والبلوج والكوشان والاوغان والسرهدية من أعمال غزنة والإفرنجي سيف طويل ماد بالمرة وما يطولونه إلا لأجل الفرسان واصله من تكاسير نعال الخيل ويسقى من نداوة زرع بلادهم، لين المرة ويقطع في اللين دون اليابس ولربما قطع اللحم في البدن وسلم العظم. وغاية ما تجلب هذه السيوف المعروفة عندهم في علب الخشب، وعلامته أن يكون به كف إنسان فهو الجيد. ويقال أن الذي نقش على سيوفه ذلك ضرب أربعمائة سيف لم يضرب مثلها في الربع المسكون. فلما رأى ملك الروم هذه الصنعة الشريفة أمر بقطع يده اليمنى فلما فعل به ذلك ارتحل من المدينة التي كان يسكنها ونزل بمدينة أخرى فضرب بيده اليسرى أربعمائة سيف أخر ونقش عليها الكفوف. فما حرب سيف من تلك السيوف إلا تراه وهو حديد ابيض وفي وسطه مرازب. والهندي أصناف شتى فمن جملتها الباخرى يضرب في السند واصله من حديد وبولاد هرات وعلامته اخضر اللون كأنه السلق وشيء منه احمر يشبه لون النار يرفع الدرهم ويبرى مرسخ الجمل وصنف ثاني من الروهينيا يضرب في بعض الأقاليم يتلوى وهو قضيب ماد فيه جوهر شبه الغبار وهو ما بين ذلك قواما، والصنف الثالث فيه أهلة يضرب في خور فوفل ويقال بحار بيدها سيوف طوال عراض بالمرة ذات جوهر عال لا غليظ ولا دقيق إلا وسط وهو يقطع في اللين لا غير، ومنه فلالك الشاهي يضرب في الكوز ويقال في برهب سيوف طوال عراض بالمرة الواحد خفيف مرهف وعلامته أن يكون جوهره أربع أصابع وهو غليظ خشن كخشونة خضرة الكراث أوّل ما ينبت قد اشتبك بعضه في بعض شبه ثعابين ملتفين، وأربع أصابع منه شبه جمع الذر على الشيء حلو. ويبان الجوهر في أرض السيف شبه فضة شبكت مع الحديد يبان جوهره ابيض صافي والأرض منه زرقاء سماوي. ويقال إنّه أهدى إلى الملك قطب الدين أبيك الأبثل من هذه السيوف سبعين بنداً إلى سبعين سلسلة. ويرى فيها مائية نداوة شبه الماء الزلال، إذا رفعته أنحدر وإذا حططته صعد، يابس يقطع فيما يرطب وبه يضرب أعناق الجاوميس قدام البيوت في يوم عيد لهم. وخاصيته إذا معص فؤاد إنسان يغسل سيفا من هذه السيوف ويشرب ويشرب ماءه ويزول عنه ما يشكي من المعص. وإما السيوف في العالم فكثيرة الأصناف وتضرب في كل بلد وإقليم إلا هذه الأربعة الأصناف الذين ارتفعوا دون غيرهم وعرفوا من بين جنسهم ورفعنا بعضهم فوق بعض درجاتٍ.