قمرية وأواسط المسير: تشري ومرحشون وكسليو وطيبث وشفط وآذار ونيسن وإير وسيون وتمز وأوب وإيلل، ويعمل على هذه الشهور جميع يهود الرابع المسكون. وما الفسح؟ في أعياد اليهود خرج فيه بنو إسرائيل من مصر هاربين من بعد أن تخلصوا من العبودية وقربوا القرابين كما مثل لهم وهي سبعة أيام تسمى الفطير لا يجوز لهم أكل اللحم ولا إمساكه في الرحل، وفي اليوم الآخر منها غرق فرعون في بحر سوف وهو قلزم ويعرف هذا اليوم بالكس. ما العنصرة؟ هو السادس من سبون يسمى عشر مشتق من الاجتماع وهو حج من الحجوج لإدراك الغلال. ما الكفور؟ هو اليوم العاشر من تشري وهذا ربما يسمى العاشوراء، وأما الكفور فهو من تكفير الذنوب وهذا اليوم فقط هو الذي فرض على اليهود صومه والقتل على من لا يصومه، ومدة الصوم خمسة وعشرون ساعة يبتدئ بها قبل غروب الشمس في اليوم التاسع ويختم بمضي ساعة بعد غروبها في اليوم العاشر، ولا يجوز أن يقع الكفور في يوم الأحد ولا في يوم الثلاثاء أو يوم الجمعة. ما المظلة؟ هي في لغتهم مصلى وهي سبعة أيام أولها الخامس عشر من تشري وكلها أعياد يجلسون فيها تحت الظلال من الأغصان والخلاف والعنب والزيتون، وقد أمروا أن يسكنوا فيها تذكراً لأظلال الله إياهم في أرض التبه بالغمام. ما العربا؟ تفسيره ما الخلاف وهو آخر عيد المصلى أعني بذلك الحادي والعشرين من تشري وهو أيضاً حج لهم. ما التبرك؟ هو عيد مشتق من البركة وهو بعد عربا بيومين. ما الحنكة؟ هو عيد مشتق الاسم من التنظيف وهو ثمانية أيام أولها الخامس والعشرين من كسليو يسرجون فيها على أبواب دورهم في الليلة الأولى سراجاً واحداً وفي الثانية أثنين إلى أن تتم الثمانية الأيام ثمانية سرج، وذلك تذكر لهم من أصغر ثمانية إخوة قتلوهم بمتغلب عليهم كان يفرغ من عذاريهم وتطوف بيت المقدس على بغلة. ما البوري؟ اسم مشتق من الاقتراع والفال وهو الرابع والعشرين من آذار يتلو نيسن ويعرف أيضاً بعيد المجلة أي مغلاً وسببه أن هيمون وزير أحشويرش أي أبرويز بن أنوشروان كان يكايدهم أيام كانوا ببابل فدبر عليهم وأستأذن في صلبهم فانقلب الأمر عليه في هذا اليوم فصلب، ولهذا يعملون تماثيل مصلوبة ويحرقونها ويفرحون بذلك. ولليهود في شهره صيام ونوافل وأسبابها أمور حدثت فحرمته وأوجبت الامتناع عن الطعام.
وكذلك إذا حاضت المرأة عندهم يسكنونها وحدها وتعزل لها آنية تأكل فيها وتشرب منها ولا يقربها أحد حتى تخرج من طمثها أي حيضها، فإذا خرجت منه غدت إلى الحمام فغسلت وإمتشطت وتجيء بعد ذلك إلى بيت بئر تسمى طوى. قال ابن المجازي ولهم ببغداد بئر تسمى بئر طوى في محلة خرابة بين خرزة وهو بئر مدرج وقد عرض في وسط البئر عود على خرزة وقد ضرب في الخشبة سلسلة طويلة إلى أن يصل إلى آخر السلسلة ثم إلى قرار الماء. فتخلع المأة ما عليها من الأثواب وتلزم السلسلة ولا تزل تسقط في الماء أي تغوص وتنبع إلى أن تقول لها امرأة من أعلى البئر: نظفت أي تطهرت. فإذا سمعت المرأة ذلك علمت أنها طهرت من نجس الحيض. فحينئذ تلبس ثيابها وجميع اليهوديات يلقونها حين تطهر المرأة. ويقال في الأمثال: شاور المسلمين ونام عند النصارى وتعشى عند اليهود. ويقال: إنّ للمسلم فرجة وللنصراني ماله وللمجوسي رئاسته ولليهودي بطنه.
[من الطائف إلى صعدة]
حدثني محمد بن زنكل بن الحسين الكرماني قال: إنّ من الطائف إلى المعدن أربع فراسخ. وإلى الران ثمان فراسخ. وإلى مجرى ثمان فراسخ. وإلى الدورب أربع فراسخ. وإلى يافع ثمان فراسخ. وإلى عدا ثمان فراسخ. وإلى ران كسه أربع فراسخ وهو جبل ذو طول وعرض وعليه مجاز الخلق. وإلى صفى أربع فراسخ وهو سوق يقوم يوم الجمعة. وإلى خفن أربع فراسخ وإلى مدر أربع فراسخ وهو سوق يلتام فيه الخلق ليلة الجمعة. وإلى عضة عرين أربع فراسخ وإلى بلاد بني قرن أربع فراسخ وإلى بلاد بني عبد الدار عشرين فرسخاً. وإلى ذهبان سبع فراسخ.