للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كسى را در غريبي دل شكيباست ... كه در خانه نباشد كار أو راست

[صفة قرن أبا إبراهيم]

هو عين تجري في أعمال دوعان إذا جاز الوادي رجل من آل حمير جرى العين، ويقال بل يمطر في اليوم مطرة يروي نته الحميري لا غير دون غيره. حدّثني علي بن محمّد بن السباعي قال: إنّه حتى موكل على هذا الوادي فإذا جاز عليه رجل من آل حمير أطلق الماء والوادي حتى يرتوي منه الرجل الحميري أو جماعة، فإذا مد خولاني يده إلى الماء غار الماء في الرمل. وكذلك لأهل خولان عين ثانية تسمى عمل لم يشرب منها إلاّ الرجل الخولاني ولم يشرب منه حميري على ما تقدم نعته وصفته وهذا أعجب شيء يكون. قالت حمير: لنا التقدم! قالت خولان: لكم التقدم في آخر الحرابة ولنا التقدم في لقاء الأعادي.

[فصل]

حدّثني عبد الله بن محمّد بن يحيى الحائك قال: ينقسم غزل نساء اليمن على وجهين منه الفرسي ومنه الحميري. قلت: وكيف ذلك؟ قال: الحميري الذي يخرج الإصبع الوسطى على الإبهام في الغزل، والفارسي الذي يدخل الإبهام على الإصبع الوسطى من فوق الغزل.

[من شبام إلى ظفار]

من شبام إلى تريم سبعة فراسخ، وفي أوسط الجبل ضرس جبل ثابت صاعد في الجو شبه منارة وقد بنى عليه حصن يسمى المشرق. فأنشأ يقول:

أقبل من أعشقه غدوة ... من جانب الغرب على أشهب

فقلت سبحانك يا ذا العلا ... أشرقت الشمس من المغرب

[فصل]

قعد الأمير فهد بن عبد الله بن راشد على منظرة هذا الحصن مشرف فإذا هو يرى رجلين غاديين على غير طريق فأنفذ قوما وراءهم فأحضروهما بين يديه فإذا هم قوم عرب. فقال لهما: من أين جئتما؟ قالا: من بصرة العراق. قال: وكم لكما عنها؟ قالوا: ثلاثة أو سبعة أيام. فقال: قولا لي كيف قصتكم! قالوا: إنا قوم بدو نسكن العراق والبصرة إذ رأى شيخ خلفنا رجلين راكبين هجينين غاديين في الفلاة. فقال لنا الشيخ: أقفوا لنا خبر هذين الراكبين! فقمت أنا وصاحبي هذا تبعنا أثرهما إلى أن غلس الليل فلما أظلم ضاع منا الأثر، فتممنا على حالنا في صعود آكام ونزول أودية ورمل وحصى. فلما طال الشوط أردنا الرجوع إلى أهلنا فلم نعلم الطريق فلا زلنا نسير إلى أن أشرفنا على هذه المدينة. وما هذا الإقليم؟ قال: هذه ترم من أعمال حضرموت أريحوا بارك الله فيكم! فالبلد مستدار حول الحصن وبنى بها ملك في تريم جامع فلما تم بناءه قال للمهندس: تقدر على أن تبني خيرا من هذا البناء؟ قال نعم. ففي الحال ضرب عنقه خوفا أن يبني في موضع ثان خيرا من الأول.

ومن محاسن سيرة القائد حسين أبن سلامة إنشاء الجوامع الكبار والمنارات الطوال من حضرموت إلى مكة حرسها الله عز وجل طول المسافة ٠٠٠ فمن ذلك ما رأيته عام ومستهلك ومنها ما رواه الناس رواية جامعة. فأولها جامع شبام وتريم مدينتان من حضرموت فاتصلت عمارة الجوامع منها إلى عدن. وإلى قبر النبي هود عليه السلام ثمانية فراسخ، طوله سبعون ذراعا. وفي هذه النواحي قبر ذي نيال عليه السلام أبن هود طوله أربعين ذراعا. حدّثني علي بن محمّد بن أحمد السباعي قال: إنّ قبر ذي نيال بن هود عليهما السلام في قرية هارون بناه هود عليه السلام من أعمال دوعان. قال أبن المجاور: ويمكن إنّه كان لهود النبي عليه السلام ولدان ذكرين أحدهما رونيا والثاني ذا نيال. وقبر أبن ذي القرنين طوله خمسة وثلاثون ذراعا، وقبر العزيز عليه السلام طوله ثمانية وعشرون ذراعا. قال أبن المجاور: وما ضن القوم كانوا بهذا الطول ولكن طولوا قبورهم. وإلى مضى خمسة فراسخ. وإلى خليج عشرة فراسخ. وإلى ظهور عشرة فراسخ. وإلى مهرفق سبعة فراسخ. وإلى كدنوب خمسة فراسخ. ذات نخيل. وإلى مأرب عشرين فرسخا، وهي ذات نخيل وهي نصف الطريق.

<<  <   >  >>