وبادية الشام واليمن المشتملة على تهامة ونجد اليمن وعمان ومهرة وحضرموت وبلاد صنعاء وعدن وسائر مخاليف اليمن. فما كان من حد السرين فهي تنتهي إلى ناحية يلملم حتى تنتهي إلى ظاهر الطائف ممتداً إلى بحر اليمن إلى بحر فارس شرقاً من اليمن فكيف ذلك نحو من ثلثي بلاد العرب. وما كان من السرين على بحر فارس إلى قرب مدين راجعاً إلى حد الشرق على هجر إلى جبل طيء ممتداً على ظهر اليمامة إلى بحر فارس من الحجاز ومدين وما كان من حد اليمامة إلى قرب المدينة راجعاً على بادية البصرة حتى يمتد على البحرين إلى البحر فمن نجد. وما كان من عبادان إلى الأنبار ونواحيها لنجد والحجاز على طيء وأسد وتميم وسائر قبائل مضر بادية العراق. وما كان من حد الأنبار إلى بالس ونواحيها لبادية الشام على أرض تسمى برية حسان إلى قرب وادي القرى والحجاز من بادية الجزيرة. وما كان من بالس إلى أيلة موجها للحجاز على بحر فارس إلى ناحية مدين معارضاً لأرض تبوك حتى يتصل بديار طيء من بادية الشام وعلى إنّ من العلماء من يقسم هذه الديار وزعم إنّ المدينة من نجد لقربها منها وإنّ مكة من تهامة اليمن لقربها منها.
[من مكة إلى جدة]
من مكة إلى عين أبي سليمن فرسخ، وهي عين جارية وقد غريس عليه نخل وشجر السدر. وإلى مقتلة الكلاب فرسخ. وكان السبب فيه أن لرجل من الأعراب كلباً فحمل الكلب على رجل من أهل الحلة فنيبه وعوره فقتل المنيوب الكلب، فجمع صاحب الكلب بني عمه وجمع المنيوب أهله وقام الحرب بين الفريقين ولا زالوا على قتالهم إلى أن قتل الجميع فعرف المكان بمقتلة الكلاب. وإلى الركابية فرسخ، وهي بئر حول جبلين على يسار الدرب تسمى رشان، وفيه بعض الأعراب يقول:
وإلى وحدة فرسخ، وكانت أرض مزروعة لبني البدرية فباعوها فاشتراها منهم سليمان بن علي بن عبد الله بن موسى واستخرج العين وقيل كانت العين على حالها فبقيت في أيدي القوم مدة زمان يستعملونها في إدراك الغلال فاشتراها منهم الشريف الحسين بن ثابت السديدي وغرس في جميع البلاد نخلا مقدار عشرين ألف نخلة والقوم ملاكها إلى سنة اثنين وعشرين وستمائة. وفي هذا التأريخ ملك الأمير طنبغا الملك الكامل ولاية الحجاز وملك نخل الأشراف مستهلكاً لها وأخذ هذا النخل في جملة ما أخذه والنخل رجع الآن سلطاني. ويقال إنما عرف حدة بهذا الاسم لأنه آخر حدود وادي نخلة والأصح أنه من وادي الصفراء. إلى القرين فرسخ، بناية الأمير هاشم وكان يوقف في الموضع رتبة الخيل يجيرون القوافل في الطرق وكان لهم على كل جمل دينار علوية، وهو حصن صغير مربع مبني على أكمة بالحجر والجص وقد بنى على دوره ثلاثة عشر برجا صغار تحتها بئر طيبة الماء عذبة، وإذا قل لماه في حدة فمنها يستسقي الماء أهل حدة. ويقال سمى القرنين وقرنين إلا أنه اقرن نصف الطريق ما بين مكة وجدة، ويقال أقرن ببنائه العدل والأمن. وإلى كتانة فرسخ، يقال إنّ الله عز وجل اهلك الحبشة الواردين بالفيل من صنعاء بهذا المكان. وإلى الثدين ميل وهو بين جبال عوالي آخر الوطأة وأول الأودية وقد كان قصر بني بالجص والحجر والآن خراب. وإلى وادي السدرة فرسخ وهي شجرة سدر صغيرة على أيمن المحجة ومنها رجع النبي (، وكل من يجوز الوادي يأخذ من أوراقها لأجل البركة ولم تبرح السدرة على حالها لم ينقص منها شيء إلى الآن. وإلى الغار نصف فرسخ. وإلى الفج الأخضر نصف فرسخ. إلى الفرع نصف فرسخ. وإلى مثوب نصف فرسخ. وإلى أبو الرحم ميل وهو جبل صغير على ايسر الدرب. وإلى النهود ميل وهم اثنا عشر رجلاً متفرقين شبه الهنود. وإلى المينة نصف فرسخ وتسمى الحديبية، ويقال أن النبي (وصل إلى هذا فصار كلما سار تبعد عليه الطريق فرجع منها وقال: ما أبعدك لا قربك الله! والموضع سبخة طويلة في أرض وطيئة مثل الكف. وإلى جدة نصف فرسخ.