وهذه صفة جزيرة سقطرى والبحر والمركب على هذا الوضع والترتيب وهذا جانب المطلع من جزيرة سقطرى، وهذه صورة تراها إذا كنت في أوسطها وجاريتها. وإما إذا تدنيت من البحر تتغير هذه الصورة وتراها على صفة أخرى.
[من المنصورة إلى ريسون]
ثلاثة فراسخ وتعبر جبل رأس الحمار آخر غب القمر وأما ريسمت كانت مدينة عظيمة وكان من بغداد إليها طريق مطبق مجصص بالجص والنورة وكانت القوافل صاعدة بالبر بهار أو الخف منحدرة بالبضائع التي تدخل الهند مثل الصفر والزنجفر والماورد والفضة وما يشابه ذلك وخربت من طول المدى. وإلى دخان ثلاثة فراسخ، وإلى حارب ثلاثة فراسخ. وإلى مراوة ثلاثة فراسخ. وإلى حلقات أربعة فراسخ وتعبر جبل فرتك أوّل مبتدأ غب القمر وهو مندخ المركب المقبلة من الهند. وإلى الحصورين ستة فراسخ. وإلى خيريج ستة فراسخ. وبهذه الأراضي سبع قرى مقلوبة وتسمى عند الفرس هوسكان أي منكورين. حدثني أحمد بن علي بن عبد الله الحمامي الواسطي قال: ما بين الشجر واحور سبع قريات سود أي سبع قرى مسودة الأرض قلب الله عز وجل بها وهي من قرى قوم عاد. وإلى الريداء سبع فراسخ. وإلى الشجر خمس فراسخ، وإلى مرسى طيب بأعمال حضرموت. وإلى الشجير أربع فراسخ. إلى المكلا فرسخ. إلى ٠٠٠بلي ستة فراسخ. وإلى نسع خمس فراسخ. وإلى حصن الغراب أربع فراسخ حصن السموءل بن عاديا اليهودي. وإلى مجداح أربع فراسخ. وإلى الحوراء ثمان فراسخ. وإلى احور ثمان فراسخ. وإلى ابين ستة فراسخ. وإلى لحج أربعة فراسخ. وإلى عدن ثلاثة فراسخ.
[من المنصورة إلى قلهات]
من المنصورة إلى مرباط أربع فراسخ، بناء الفرس ويقال إنّما بني الاسم مرباط لأنها كانت مرابط الخيل التي للفرس من أهل سيراف، وآخر من تولى بها من نسل الفرس أولاد منجو، وخرب على يد أحمد بن محمّد بن عبد الله أبن مزروع الحبوضي. وإلى ارجوب فرسخين. وإلى كنكري أربعة فراسخ وإلى النوس قلاقة فراسخ وتعبر بجبال عوالي. وإلى حاسك فرسخين وإلى كنكري أربعة فراسخ محاذاة خوربان وموربان وهما جزيرتان في لحج البحر. وإلى مدركة أربعة فراسخ. وإلى المصيرة أربعة فراسخ وتعبر غبة الحشيش وأهل الجزيرة قوم يقال لهم المهرة والله اعلم.
[ذكر نسبة المهرية]
حدّثني علي بن محمّد با أحمد الساعي في المفاليس حدّثني فهر بن عبد الله بن راشد وهو سلطان حضرموت قال: إنّ أصل المهرية من قرية الدبادب لم تجر فيه صلوه لان أمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعث بجيش إلى هذه الأعمال فعصت أهل هذه القرية عليهم فلما انتصروا على أهل القرية ركبوا السيف على أهلها لا زالوا يقتلون فيهم إلى أن جمد الدم فيهم قدر قامة فلم يسلم من القوم إلاّ قدر ثلاثمائة بنت بكر مخلخلات مدملجات ملبسات. فتعلقوا بحبل مقابل فلما رأوا أهل البل ذلك أمهروهم وتزوجوهم فجاء من نسلهم المهرة. وحدّثني أحمد بن علي بن عبد الله الواسطي قال: إنّ أصل المهرة من بقية قوم عاد فلما اهلك الله تلك الأمم نجا هؤلاء القوم فسكنوا جبال ظفار وجزيرة سقطرى وجزيرة المصيرة. وهم قوم طوال حسان لهم لغة منهم وفيهم ولم يفهمها إلاّ هم، ويسمونهم السحرة وما اشق اسم السحرة إلاّ من السحر لان فيهم الجهل والعقل ومن الجنون، يأكلون نعم الله بلا حمد ولا شكر ويغبدون غيره. وهم في هذه الديار يشبهون الدواب سائرين ملأ تلك السهول شبه السيول والجبال شبه الحبال. وفيه يقول الشاعر:
كم يوعظون ولا تغني مواعظكم ... فالبهم يزجرها الراعي فتنزجر
أرضكم صور الناس الذين هم ... ناس ولكنكم في فعلكم بقر
٣ل - وكنتم بشرا كانت تنهنهن كم نوائب الدهر إلاّ أنكم حمر وإلى درب جعلان ثلاثة فراسخ. وإلى صور أربعة فراسخ وإلى العاتب فرسخين وإلى قلهات فرسخين.