تبخر الجارية وتطيب وتعدل ويشد وسطها بمئزر ويأخذ المنادى بيدها ويدور بها في السوق وينادي عليها ويحضر التجار الفجار يقلبون يدها ورجلها وساقها وأفخاذها وسرتها وصدرها ونهدها. ويقلب ظهرها ويشبر عجزها ويقلب لسانها وأسنانها وشعرها ويبذل المجهود. وإنّ كنا عليها ثياب خلعها وقلب وابصر وفي أخر الأمر يقلب فرجها وجحرها معاينة من غير ستر ولا حجاب. فإذا قلب ورضى واشترى الجارية تبقى عنده مدة عشرة أيام زائد وناقص فإذا رعى وشبع وملّ وتعب وقضى وطرء وانقطع وطره يقول زيد المشترى لعمرو البائع: بسم الله يا خواجا بيني وبينك شرع محمد بن عبد الله فيحضرى عند الحاكم فيدعى عليه العيب.
[ذكر البيع والعيب]
حدثني الحسن بن علي حزور الفيروزكوهي قال: إني بعت جارية هندية بعدن على رجل أسكندراني بقيت عنده مدة سبعة أيام فلما شبع استعيب فيها وأحضرني إلى الحاكم وادعى علي بالعيب. فقال الحاكم: وما عيبها؟ قال: هي واسعة الرحم رهلة الفرج. فقلت له: إذا كان ايرك صغيرا وأنت تتباخل على الجارية بشرى الماء فما يصنع رحمها السمين الأبيض المنتوف الطيب. فلما سمعها الحاكم قال لمن حضر: أخرجوهم! فخرجنا ورحت إلى شغلي وبقيت الجارية في كيسة ولم ادر ما فعل الدهر بهما. وإذا اشترى زيد ثوباً واستغلاه فرق طرفه ورده على صاحبه لاستظهار عيبه ويأخذ الدلال دلالته عند القاضي عنف وكره ويحكم له الحاكم على كل دينارين فلسين دلالة فان باع على دكانك له من كل دينار فلس وإنّ باع جملة فعلى المائة دينار ولهم، في كل قطعة نيل ربع. ولو أراد بعض الناس الخروج لوداع مسافر من الباب لمّا قدر إنّ لم يكن معة خط جواز وضامن يضمنه بما يظهر عليه بعد وقت مكن مال أو عشور ويكتب في الرقعة علامة الوالي ويخرج بعد ذلك وإنّ لم يكن له ضامن وإلا اخذ منادي ينادي عليه في الأسواق: إنّ فلان بن فلان خارج من الباب فكل من له عليه شيء يطالبه! فان ظهر عليه شيء كفى الله المؤمنين القتال وإنّ لم يظهر عليه شيء خرج إلى أي موضع شاء كما قيل في المثل: المفلس في أمان الله، وكما قال:
قليل الهم لا ولد يموت ... ولا أمر يحاذره يفوت
قضى وطر الصبا وأفاد علما ... فغايته التفرد والسكوت