خرب ناصر الدين أبو الفتح قباجة السلطان في أعمال السند قلعة كلور وسبب رأس حدّ بلاده خوفاً من السلطان الأعظم علاء الدين أبي الفتح محمّد أبن تكش سنة اثنتي عشر وستمائة. وخرب أيضاً الملك ناصر الدين أبو الفتج قباجة في أعمال السند اهراوت وستائر وكتكفي وطلبه وعلما اوروهام راوبر سرور ونزواره وكربون وهدروت وشاهكا وراح بيوم ومكبوب خوفا من اليلطان جلال الدين منك بتي بن محمد بن تكش سنة اثنتين وعشرين وستمائة. وخرب صلاح الدين يوسف بن أيوب في أعمال الساحل عسقلان وغزة والدارون والرسين وقلعة الأفضل والعباسية خوفاً من الافرنج سنة سبعين وخمس مائة. خرب السلطان علاء الدنيا والدين أبو الفتح محمّد بن تكش قلعة مرورود ورسوم وفي أعمال السند بدووب وحاما وهابهور ومكيو منك راور فصرا أيوب وكوب وباحكة وبنونبي وبكورح خوفا من املاكها الأمكنة سنة أربع وستين وخمس مائة، وأبقى المدن وهدم الحصون لان في هذه البلاد كل قرية بها حصن مانع بناء الهنود من سالف الدهر. وهدم الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب في أعمال الشام الكرك والشوبك والقدس وايلة والاذيقية وهو مأتين وستين وسقى من نون خوفا من الافرنج سنة أربع وعشرين وستمائة. وخرب الملك المعزي الذي تغلب على ملك السلطان سنجر من خرسان مرو وسرخس ونيسابور ومن العراق الري وهمذان ومن كرمان حريب وبم كاري وفي زاولستان حور خوفا من السلطان علاء الدين حسين ابك الغوري سنة أربعين وخمس مائة. وخرب الخان الحسين بن علي الخلجي الديبول خوفا من ناصر الدين قباجة سنة تسع عشرة وستمائة. وخرب الهمن مسر بن دوده قلعة السلام خوفا من الخلج سنة عشرين وستمائة. وخرب ححبل خان النمر حني جميع العجم خوفا من المسلمين سنة عشر وستمائة. وخرب أحمد بن محمّد بن عبد الله الحبوضي ظفار خوفاً من الملك المسعود يوسف لن محمّد سنة ثمان عشرة وستمائة.
[صفة الطريق القديمة]
كان من بغداد إلى ظفار ومرابط الطريق آمن يسلكه البدو في العالم مرتين يجلبون الخيل ويأخذون عوضهم العطر والبر ويرجعون إلى العراق. فلما تغلب أحمد بن محمّد بن علي هؤلاء فتحوا في الملك ووقع الخلف في البلاد وانقطعت الطرق واندثرت. فلما ملك أحمد بن محمد بن عبد الله بن مزروع الحبوضي الملك واستقام فيها أمنت العباد وعمرت البلاد انقطعت الطرق خرج البدو على رءوسهم في الطريق القديمة وصاروا على الطريق المستقيم بالخيل إلى ظفار فباعوا واشتروا. فلما أرادوا الرجوع قال لهم أحمد بن محمّد: وكيف علمتم الطريق؟ قال أحدهم: إني سافرت مع أبي وأنا طفل على هذا الطريق مرة واحدة فسرت الآن فيها بقياس التعفل بمعرفة تامة وكتاب الله السلامة حتى بلغنا المقصد. قال لهم فمن أين تخرجون؟ قالوا: من مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما فإذا وصلنا إلى المنزل الفلاني افترق عنده الطريق طريقان يأخذ أحدهما إلى الحساء والقطيف والثاني يجيء إلى مرباط وظفار. فقال لهم؟ شاهد الله على البدوي سلك هذه الطريق ثانية لا يلومن إلاّ نفسه. قالوا: ولم؟ قال: نخاف إنّ يندرس الطريق لكثرة سلاكه فتجيء خيل أمير المؤمنين عليه السلام غائرة في تلك البلاد علينا وأنا مع ذلك خربت البلاد وبنيت المنصورة لأقطع الشر عني. فدخلت البدوان من بلد ظفار ولم يرجعوا إليها ومنها انقطع الطريق سنة ست عشرة وستمائة.
[صفة الرياح الثلاث]
ريح عاصف قاصف ذات شدة وصلابة، فإذا هب الهوى سد الغبار جميع الطاقات في الدور وأوراق الجدران. ويقال إذا هبت هذه الأهوية فمن شدة هبوبها تدحرج الحجارة من أعلى ذروة الجبل إلى إنّ توصله البحر وبين الجبل والبحر يوم طراد. والأصل فيه إنّ الله سبحانه وتعالى اهلك قوم عاد بهذه الريح وهي الريح العقيم. والاسم فيه ثلاث مشتق من بلاء. وحدثني ربان في عدن قال: إنّه من جملة الرياح الازيب يعني الجنوب وحدود هبوبه من رأس فرتك إلى مرباط. كما قال الشاعر الغزنوي:
تا بدان جايت فرود آرد كه باشد اندرو ... ناوك اندازانش قهرو خنجر آهنجان بلا
زهره مردان جو بر زنكار باشي ناردان ... كرده كردان جوبر شنكرف مالى لوبيا