وإلى الدمينة ربع فرسخ وبها يعمل الخزف. وإلى وادي حذرار ربع فرسخ. وإلى بئر ماهوت ربع فرسخ، ويسمى الأجناش وبنى بها نور الدين عمر بن علي بن رسول مسجدا على ثلاث قباب سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وإلى بئر الصدع فرسخ. وإلى وادي النخل فرسخ. وإلى وادي الحناء فرسخ، وجميع غرسه وزرعه الحناء، وهو كثير القردة. وإلى السالمين فرسخ. وإلى عقدة مجعر فرسخ. وإلى الكدحة فرسخ. وإلى حديلة فرسخ، وتسمى سراديب النيل. وإلى الدريعاء نصف فرسخ والله عز وجل اعلم.
[صفة طير الدلنقوق]
طير أبلق يشابه لافر عرير إنّ الذي في أرض العراق بمنقار طويل يأوي هذه الجبال، وصفته إذا غرد رقص. حدّثني الجمال قال: ما يكثر تغريده وترقيصه إلى في فصل الغيوث والمطارات والشتاء وهذا أعجب شيء رآه المصنف. وفي اليمن أيضاً طير يسمى جولب أكبر من القسم وأجنحته حمر وله منقارين يقول أحدهم في تغريده: سيدي أجب ستي! ويقول الآخر في تغريده: دقوا قفا السودان! ويوجد في هذه الجبال طير يهدر شبه هدير الجمل الهائج. ويأتي إلى زبيد عند طلوع كل شمس طيور تشبه الطيطوية وذلك في فصل الشتاء تسمى الحوامات حمل في جمل تدور حول البلد أربع دورات وترجع لم يعلم أحد من أين يأتون ولا أين يمسون ولا يكورون، وهم من جملة العجائب. ويطلع في هذه الجبال ريحان بري في أرض تهامة حيق ويسمونه في زبيد النحالة الدرافساير وكان هذا الموضع رأس حدّ أعمال الحبشة لمّا كانوا ولاة زبيد. وإلى الساسة فرسخ. وإلى المخيشيب فرسخ، آخر أعمال الجبال. وإلى الفويرين فرسخ. وإلى حصب الدين نصف فرسخ. وكانا قريتين عظيمتين عامرتين ومن جملة عظمتهما إنّه كان يركب منهما أربعمائة فارس، فسلط الله عليهم دابة يسمونها أهل اليمن الحرباء لدغتهم فماتوا الجميع ويسميه أهل خراسان آفتاب برست ويسمى في زاولستان سكند، كما قال أبن المجاور فيه:
ويسميها أهل نهاوند ركثرله ويسميه أهل الحجاز أم جبل لأنه يكون لأحدهم لسان طوله اكثر من مائة ذراع ويسميه أهل أبين الفخاخ وتسميه العرب العرباء الحرباء. كما قال كعب بن زهير:
ويوما يظل به الحرباء مصطخما ... كأن ضاجيه بالنار مملول
وإلى السلامة نصف فرسخ، فإذا كان في البلاد خوف غزوهم أهل شمير لان القرية في لحفه. والى حبس نصف فرسخ، بناها الأمير جياش بن نجاح وهو جد ملوك زبيد الذين تولوا ملك زبيد والتهائم، فلما تولى الملك بنى حيس وانفذ إلى أهله وقرابته: انتقلوا من أعمال الحبشة واسكنوا حيس، ويقال إنّ ليس فيها من العرب بل كل من بها من نسل السودان. وبها يضرب أهل اليمن المثل، يقول زيد لعمرو: والله ما تضير إلاّ تيس. فيقول له عمرو: ولم؟ فيقول: كما أعطاني حب واخذ حيس. وكان الموجب على ما ذكره يحيى بن علي بن عبد الرحمن الزراد إنّ عصابا فوره معاني في حب حصن حب، فحينئذ أعطى سيف الدين نقر له حيس وأخذ منه حبا فبقى مثلا بين عوام زبيد. وكذلك أعطى بعض ملوك الموصل قلعة سنجار. وإلى الدوامل فرسخ. وإلى السرداب فرسخ. وإلى القرتب نصف فرسخ.
[من زبيد إلى الحجة]
من زبيد إلى القحمة ثلاث فراسخ. وإلى الدكراء فرسخين. وإلى طرف العنيمة ثلاث فراسخ. وإلى العمد ثلاثة فراسخ على لسان وادي لعسان. وإلى اسحر ثلاثة فراسخ. وإلى حراز المستحرز ثلاثة فراسخ.