فالجَوابُ: لا نَدْرِي، كلّ اثني عشر ألفًا يدخلونَ من طريقٍ أو عشرة آلاف أو ألف.
وإنْ قيلَ: كم عَدَدُهُمْ؟
فالجَواب: لا ندري، هم عَلَى كلِّ حالٍ اثنتا عشْرَةَ قبيلةً، فالأسباطُ فِي بني إِسْرَائِيلَ مثلُ القبائلِ فِي العربِ، وهم اثنتا عَشْرةَ، لا نَعْرِفُ كم عَدَدُ القبيلةِ؛ قد تَقِلُّ أو تَكْثُرُ، فيمكنُ كل قَبيلة مثلًا خَمْسُ مئةِ نفرٍ أو أكثرُ أو أقلُّ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: قوله: {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} دَليلٌ عَلَى الكثرةِ، لِأَنَّهُ ينافي الحكمةَ لو أخبرَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنَّ الطَّريقَ عظيمٌ وهم قليلٌ؟ فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعلَ اثني عشرَ طريقًا لقبائلِ بني إِسْرَائِيل، وهم قليلونَ وينافي الحكمةَ، فلا بدَّ أَنَّهُم كثيرونَ، وكلُّ واحدٍ كالطَّوْدِ العظيمِ؟
فالجَواب: كلُّ فِرقٍ لَيْسَ معناهُ الطَّريق، فالماءُ الَّذِي بينها مثلُ الجبالِ وليسَ نفس الطَّريق، فـ {كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} يعني: من الماء، فالماء الَّذِي بينها مثل الجبال. وذكر بعضُ الَّذينَ يَنْقُلُونَ الإِسْرَائِيليَّات أَنَّهُ صار بهذه الأطواد فُرَج ينظرُ بعضُهم إِلَى بعضٍ؛ زيادةً فِي الأمنِ، ولكن الله تعالى أعلمُ هل هَذَا صحيحٌ أو لا.