قلنا: لا، هم طلبوا إلهًا، لكن مُنعوا، وقد عبَدوا العجلَ بعدَ أنْ غاب عنهم مُوسَى. وهم عَلَى كلِّ حالٍ حَتَّى لو كَانَ إيمانهم ضعيفًا فِي أوَّل الأمر، ونحن لا نعلم عن إيمانهم، لكن ظاهرُ الآياتِ أَنَّهُم مُنّ عليهم بهذا لكمالِ إيمانهم، والْإِنْسَان إذا توفرتْ لديه النعمةُ قد يَختلف حالُه، فهم خرجوا فِي الأوَّل وهم فِي قِلّة وفي ضعف وفي خوفٍ، وهم أقربُ إِلَى الإيمان مما إذا نُعِّمُوا هَذَا النعيم؛ لِأَنَّ العادة أن الْإِنْسَان إذا نُعّم فَإِنَّهُ يَحْصُلُ منه الأَشَرُ والبَطَر، هَذَا هِيَ العادة.
فَإِنْ قِيلَ: هل يُمْكِنُ أنْ يُقالَ: إن هَؤُلَاءِ الَّذينَ حَصَلَ منهم هَذِهِ الأشياءُ أَنَّهُم ذُرِّيَّتُهُمْ؟