للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: ١٤٩ - ١٥٠].

قال غير واحد من السلف: «معناه لئلا يحتج اليهود عليكم بالموافقة في القبلة، فيقولون: قد وافقونا في قبلتنا، فيوشك أن يوافقونا في ديننا، فقطع الله بمخالفتهم في القبلة هذه الحجة، فبين سبحانه أن من حكمة تنح القبلة وتغييرها، مخالفة الناس الكافرين في قبلتهم، ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل، ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة، فإن الكافر إذا أُتبع في شيء من أمره، كان له الحجة مثل ما كان، أو قريب مما كان لليهود من الحجة في القبلة» (١).

روى أبو داود في سننه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وأقل أحواله يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم،


(١) مختصر اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٢٣) بتحقيق: د. ناصر العقل.
(٢) برقم ٤٠٣١، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذا إسناد جيد، كما حسنه الحافظ ابن حجر كما في فتح الباري (٦/ ٩٨).

<<  <   >  >>