لَا يحملهُ على ذَلِك إِلَّا حب الْملك وتعظيم أمره وتوقير شَأْنه وَأَن تقع الْأُمُور مِنْهُ مسارة وَالْملك مطلع على ذَلِك مِنْهُ وعَلى سَائِر هَؤُلَاءِ العبيد كل وَاحِد إِنَّمَا باله وبال هَذَا الْوَاحِد بِقُرْبِهِ ومولاه قد صرف همته أجمع عَن نَفسه وَجمع همومه أجمع فَجَعلهَا هما وَاحِدًا لرَبه
فَهَذَا عبد نَاصح الله فنصحه الله وَأحب الله فَأَحبهُ الله وَتَوَلَّى الله فتولاه الله فَهُوَ ولي الله وَالله وليه
فَمَا ظَنك بِاللَّه يَوْم يَدْعُو هَؤُلَاءِ العبيد وَتَدْعُوهُ فيجزيهم على أَعْمَالهم على قدر عُقُولهمْ مَاذَا يكون جَزَاء العَبْد الناصح وَإِنَّمَا أدْرك النَّصِيحَة بِفضل عقل فِيهِ عقل آلهه وعقل عَنهُ تَدْبيره وأموره وَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يعْملُونَ ويعلمون النَّاس الْخَيْر ويعطون أُجُورهم على قدر عُقُولهمْ)
أَنبأَنَا صَالح بن مُحَمَّد رَحمَه الله بِإِسْنَادِهِ قَالَ أوحى الله تَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَا مُوسَى إِنَّمَا أجزي النَّاس على قدر عُقُولهمْ
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (الْعقل ثَلَاثَة