كَانَ لعَمْرو بن كَعْب بن سعد بنت تسمى ريطة وَكَانَت إِذا غزلت الصُّوف أَو شَيْئا آخر نقضته لحمقها فَقَالَ وَلَا تنقضوا أَي لَا تنكثوا العهود بعد توكيدها كَمَا نقضت تِلْكَ الحمقاء غزلها من بعد قُوَّة من بعد إبرامه أنكاثا يَعْنِي نقضا فَلَا هُوَ غزل تنْتَفع بِهِ وَلَا صوف ينْتَفع بِهِ فَكَذَا الَّذِي يُعْطي الْعَهْد ثمَّ ينْقضه لَا هُوَ وفى بالعهد إِذا أعطَاهُ وَلَا هُوَ ترك الْعَهْد فَلم يُعْطه
وَضرب مثلا آخر لناقض الْعَهْد فَقَالَ {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم فتزل قدم بعد ثُبُوتهَا وتذوقوا السوء بِمَا صددتم عَن سَبِيل الله وَلكم عَذَاب عَظِيم} أَي عهودكم بالمكر والخديعة فتزل قدم بعد ثُبُوتهَا يَقُول إِن نَاقض الْعَهْد يزل فِي دينه عَن الطَّاعَة كَمَا تزل قدم الرجل بعد الاسْتقَامَة
مثل لأصنام أهل مَكَّة
وَضرب مثلا لأصنام أهل مَكَّة فَقَالَ {يَا أَيهَا النَّاس ضرب مثل فَاسْتَمعُوا لَهُ إِن الَّذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا وَلَو اجْتَمعُوا لَهُ وَإِن يسلبهم الذُّبَاب شَيْئا لَا يستنقذوه مِنْهُ ضعف الطَّالِب وَالْمَطْلُوب}