فَأَما الْعلم فقد احتجب وَغَابَ فِي ظلمَة ذَلِك الدُّخان والفوران فَذهب عَنهُ اسْتِعْمَاله فَلم يبْق علم وَلَا عمل إِنَّمَا بقيت عبارَة اللِّسَان وَتلك حجَّة الله على ابْن آدم
فَهَذَا بِمَنْزِلَة غارس غرس أشجارا ثمَّ لَهَا عَن سقيها وتربيتها حَتَّى يبس وَبَطل عمله وَهُوَ فِي الْآخِرَة من الخاسرين
[مثل التائب]
مثل التائب مثل عبد للْملك أبق مِنْهُ فَصَارَ إِلَى بلد من الْبلدَانِ فَوجدَ الْملك عَلَيْهِ وجدا شَدِيدا بكفرانه بنعيمه وذهابه بِالرَّقَبَةِ وإيثاره النهمة على الْكَوْن بَين يَدَيْهِ من الْخدمَة وَسقط من عينه
فَلَمَّا افْتقدَ العَبْد عز الْقرْبَة وَشرف الْخدمَة وحلاوة الْقيام وافتقد مرافقه وغلبه الْعَجز والشهوته والكدرة والعناء فِي طلب الْمَعيشَة وَحَالَة الْبُؤْس والفقر من تِلْكَ الْمرَافِق ورخاء الْعَيْش نَدم على مَا كَانَ مِنْهُ لما حل بِهِ وَلم يدع شقاوة نَفسه أَن