فَذَاك مَحْبُوب الله تَعَالَى فِي قُلُوب الْعباد أَن يكون رحِيما صلبا فَفِي وَقت يسْتَعْمل الرَّحْمَة وَفِي وَقت يسْتَعْمل الصلابة
وَلذَلِك مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا رزق عبد شَيْئا أفضل من إِيمَان صلب) رَوَاهُ أبي عَن صَالح بن مُحَمَّد عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن عَوْف عَن أبي السَّلِيل
أَلا ترى أَن قوما رقت قُلُوبهم عِنْد إِقَامَة الْحُدُود فَنزل قَوْله الله تَعَالَى {وَلَا تأخذكم بهما رأفة فِي دين الله إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وليشهد عذابهما طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ}
وَذَلِكَ مثل مَا قَالَه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ كلم فِي تِلْكَ المخزومية القرشية حَيْثُ سرقت فَغَضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ (وَالله لَو كَانَت فَاطِمَة بنت مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقطعتها ثمَّ نزل فقطعها)